تعهدت الولاياتالمتحدة بعدم التجسس على اتصالات الاممالمتحدة، وذلك بعد أن اشار تقرير الى أن وكالة الأمن القومي الامريكي قد اخترقت الاتصالات المرئية للمنظمة الدولية. وقال الناطق باسم الاممالمتحدة مارتن نسيركي في مؤتمر صحفي "تفيد معلوماتي بأن السلطات الأمريكية أكدت أن اتصالات الاممالمتحدة لا تتعرض للمراقبة ولن تتعرض لها."إلا أنه امتنع عن التعليق عندما سئل عما اذا كانت السلطات الأمريكية تجسست من قبل على اتصالات المنظمة الدولية. وكانت الاممالمتحدة قد اتصلت بالسلطات الامريكية اثر نشر مجلة "دير شبيغل" الألمانية تقريرا في أغسطس كشف وقوع عمليات التجسس استنادا إلى وثائق سربها المتعاقد السابق مع الوكالة إدوارد سنودن. واكد نسيركي إن "الحصانة التي تتمتع بها البعثات الدبلوماسية -بما في ذلك الأممالمتحدة- راسخة في القانون الدولي، ولذلك يتوقع من كل الدول الأعضاء أن تتصرف بناء على ذلك". ونقلت وكالة انباء رويترز عن مسؤول أميركي قوله هذا الأسبوع إن الرئيس باراك اوباما أمر وكالة الأمن القومي -المسؤولة عن التجسس الإلكتروني الأميركي- بالحد من التنصت على مقر الأممالمتحدة بنيويورك، في إطار مراجعة لبرامج المراقبة الإلكترونية الأميركية. وشككت فرنسا اليوم في صحة تصريحات مدير وكالة الامن القومي الاميركية الذي نفى الاتهامات الموجهة الى الوكالة حول تجسس بلاده على أوروبا .وقالت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية نجاة فالو بلقاسم في تصريح لها ان "نفي مدير وكالة الامن القومي الاميركية الجنرال كيث الكسندر لا يبدو لي صحيحا" مشيرة الى "خطورة الوقائع التي تبدو مؤكدة". واضافت بلقاسم "من الضروري القاء مزيد من الضوء على ممارسات اجهزة الاستخبارات الاميركية" كما دعت إلى ضرورة كشف الممارسات الأمريكية الماضية والعمل على أن تسير الامور مستقبلا بشكل افضل بين الشركاء حسب تعبيرها . ونفى الجنرال كيث ألكسندر مدير وكالة الأمن القومي الأمريكية صحة ما أوردته صحف لوموند الفرنسية، وال موندو الإسبانية، وليسبريسو الإيطالية عن تجسس الوكالة على اتصالات مواطنين أوروبيين . وقال ألكسندر خلال جلسة استماع أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب مؤخرا لكي نكون واضحين تماما، لم نجمع معلومات عن مواطنين أوروبيين ، موضحا أن الأمر يتصل ب معلومات تلقتها وكالة الأمن القومي من شركائها الأوروبيين . وتتعرض الولاياتالمتحدة لانتقادات دولية لقيامها بأنشطة تنصت واسعة على النطاق العالمي بعد أن كشف سنودن هذا العام وثائق سرية تتعلق بالموضوع. واستنكر حلفاء للولايات المتحدة من بينهم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل التجسس الأميركي على زعماء أجانب. بينما نقلت رويترز عن مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية قولهم إن أوباما يدرس حظر التجسس على زعماء الدول المتحالفة مع الولاياتالمتحدة. وفي محاولة لتهدئة التوترات بين واشنطن وبرلين، اجتمعت مستشارة الأمن القومي للبيت الأبيض سوزان رايس بمستشارين كبار لميركل بحضور قيادات من جهازيْ الاستخبارات في البلدين أمس. وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي إن الاجتماع كان محاولة لتكثيف وتعزيز التعاون بين أجهزة الاستخبارات الأميركية والألمانية. وأضافت أن "مناقشات اليوم كانت فرصة لأن يستمع كل من الطرفين إلى الآخر، وأن يقررا بشكل مشترك أفضل السبل للسير قدما في الحوار من أجل تقديم الضمانات اللازمة وتعزيز تعاوننا". وكانت مجلة "دير شبيغل" كشفت أن ميركل كانت تخضع للتنصت منذ 2002، أي حتى قبل أن تصبح مستشارة في 2005 وعندما كان جورج بوش رئيسا للولايات المتحدة. وأكدت المجلة أن أوباما كان على علم منذ 2010 ببرنامج التنصت، وبالتنصت على ميركل التي تصفها مجلة "فوربس" الأميركية منذ ثماني سنوات بأنها "أقوى امرأة" في العالم. وكانت إسبانيا قد استدعت الاثنين الماضي السفير الأميركي لديها لسؤاله عن معلومات تفيد بأن بلاده تجسست على مواطنين إسبان ومسؤولين، بينهم رئيسا الوزراء الحالي والسابق. واستجوبت وزارة الخارجية الإسبانية السفير الأميركي لدى مدريد جيمس كوستوس بشأن معلومات تفيد بأن وكالة الأمن القومي الأميركي -التي تعتبر أكبر وكالة استخبارات أميركية- تجسست على مواطنين إسبان ومسؤولين، بينهم رئيسا الوزراء الحالي والسابق. وقال رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي إن القيام بمثل هذه الأعمال بين الشركاء والحلفاء "غير لائق"، ووصفها وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل مارغايو بأنها "غير مقبولة وغير مسموح بها إطلاقا"، بينما اعتبر زعيم المعارضة الاشتراكي بيريث روبالكابا هذه التصرفات "حدثا في غاية الخطورة". يأتي هذا في وقت أفاد فيه دبلوماسيون في الاممالمتحدة بأن ألمانيا والبرازيل تعدان مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يطالب بوضع حد لعمليات التجسس المكثفة وانتهاك الحياة الشخصية.