سنة واحدة لليمنيين في عهد حكومة باسندوة، تعيد إلى أذهانهم ذكرى السنوات البائسة في تاريخهم، مثل سنة الجوع، وسنة النفر، وسنة الجدري، وسنوات الخوف، وطاهش الحوبان.. وأيام حكومة باسندوة مثل أيام العرب الأولى، مع زيادة أيام البكاء.. صار لنا يوم مذبحة السبعين، ويوم المنطقة العسكرية الثانية، وأيام كبرى وصغرى تعرفونها.. لا يمر يوم إلا ويسجل فيه قطع وقتل واختطاف، فيوم يُغتال الدكتور جدبان، ويوم يختطف محمد منير هايل، ويوم يختطف الدكتور الميسري وكيل محافظة ذمار، ويوم محاولة اغتيال الباشا وكيل محافظة إب، وكل يوم يغتال ضباط وجنود.. فضلا عن أيام الظلمة وفقد النفط والأمل. حكومة رئيسها ومعظم وزرائه محصنون بسيارات مصفحة، لا يأبهون لأمن الناس، وزادت وزارة الداخلية تجند الإرهابيين والمليشيات الحزبية، وتترك الدراجات النارية تجول في الشوارع تحصد الأرواح، ولم تمسك بدراجة موت واحدة، وأمس قال عميد في وزارة الداخلية يدعى الواقدي إن ابنه قتل بمتفجرات وضعها في سيارته إرهابيون من حزب الوزير! في عهد حكومة باسندوة، يرتفع الدين الخارجي خلال شهر واحد 34 مليوناً وأربع مائة ألف دولار، ليصل إجمالي دين البلاد والعباد للخارج إلى أكثر من سبعة مليارات وربع المليار دولار، والفساد المالي يستشري أكثر فأكثر بإجماع المذاهب والأحزاب، والعصابات الإجرامية تفعل ما تشاء، وفرق الاغتيالات تنجز مهامها اليومية بأمان، وبفضل هذه الحكومة دخلت اليمن في لائحة الدول الفاشلة في مكافحة جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب، والشيء الوحيد المزدهر هو قرارات التعيين الحزبي في الوظائف. هذا وغيره كثير، ولما يقول الناس آح، وتنتقد الصحافة هذه الجوائح، تقول حكومة باسندوة إن من قال آح، ومن انتقد وفضح، يشغلونها عن "مهامها الوظيفية الكبرى" كما وصفتها قبل أيام، ولا أظنها إلا ممازحة.. وإلا أين وما هي هذه المهام الكبرى؟ من وظائف الصحافة إطلاع الناس على ما تفعله حكومتهم، والكيفية التي تعمل بها حكومتهم، وتنقل للحكومة ما يعاني منه الناس، وحكومة باسندوة، لا تريد أن يعرف الناس عنها، ولا تريد أن تعرف عن الناس، لأن ما تفعله مخز وفاضح، وما يريده الناس لا تقدر عليه، أو لا ترغب في أدائه.. من أجل ذلك من الطبيعي، بل والواجب، أن تستمر الصحافة في أداء دورها، ولا ينبغي أن نشعر برهبة من بيانات الحكومة التي تتضمن تهديدا ووعيدا، فسوقوا الحمار ولا يهمكم ضراطه.