حذر وزير الزراعة والري المهندس فريد مجور من خطورة توسع انتشار الجراد الصحراوي على مناطق عديدة في اليمن نتيجة حالة الإنتشار الكثيف للجراد في مناطق التكاثر الشتوية بسهل تهامة. وأشار الوزير مجور خلال تفقده اليوم أعمال مكافحة الجراد التي تقوم بها فرق فنية تابعة لوزارة الزراعة والري في عدد من المناطق المصابة بهذه الحشرة في وادي حيران وعبس بحجة .. الى أن إنتشار الجراد على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في العديد من مناطق وأودية السهل التهامي أصبح خطرا يهدد الأمن الغذائي والاقتصاد الوطني بشكل عام. ودعا مجور الى أهمية تضافر الجهود والتنسيق بين مختلف الجهات المعنية سيما وزارة المالية من أجل توفير الامكانيات والمعدات اللازمة وتسهيل حركة الفنيين في الميدان ومساندة جهود المكافحة لإحتواء هذا الوضع الذي ينذر بخسائر فادحة على الوضع الزراعي في مناطق التكاثر الشتوية للجراد. ولفت مجور الى أن جهود الوزارة وحدها لا يمكنها السيطرة على الجراد الصحراوي المنتشر على مساحات وأودية زراعية شاسعة في تلك المناطق إذا لم يتم تدارك الوضع واتخاذ اجراءات وتدابير عاجلة للحد من أضرار الجراد الذي بدأ يشكل أسراب وينتقل من منطقة الى اخرى . واعتبر ان الأضرار التي تسببها الجراد على محاصيل المزارعين في تلك المناطق يعد خسارة كبيرة ليس على الوزارة فحسب ولكن على الاقتصاد الوطني بشكل عام. ووجه وزير الزراعة مدير عام وقاية النباتات بالوزارة بضرورة تكليف فرق فنية أضافية للفرق الميدانية التي تقوم حاليا بالمكافحة الميدانية للجراد في المناطق المصابة ، وتزويدها ب 20 سيارة مزودة بمعدات ومرشات ومستلزمات المكافحة ، حيث تقوم حاليا فرق فنية تابعة لكل من وزارة الزراعة والري والهيئة العامة لتطوير تهامة مزودة ب 15 سيارة، بأعمال رش ومكافحة للجراد في المناطق المصابة بهذه الحشرة . وفي تصريح لوكالة الأنباء اليمنية سبأ أوضح وكيل قطاع الخدمات الزراعية بوزارة الزراعة الدكتور محمد الغشم أن تفاقم وضع الجراد الصحراوي وانتشاره بشكل كثيف في مناطق التكاثر الشتوية أصبح ينذر بكارثة اقتصادية على الوضع الزراعي إذا لم يتم السيطرة عليه خاصة أن الجراد في تلك المناطق بدأ يشكل أسراب وينتقل من منطقة الى أخرى. وبين الوكيل الغشم أن الجراد تسبب في خسائر اقتصادية في المحاصيل الزراعية في المناطق التي انتشر فيها في شمال تهامة خاصة في مناطق المراوعة والقطيع ووادي حيران وعبس ، حيث قضى الجراد على العديد من محاصيل الحبوب الغذائية والسمسم وأشجار المانجو وأشجار السدر والنباتات الأخرى .. معتبرا أن حالة الغطاء النباتي الأخضر في تلك المناطق أبرز العوامل المساهمة في تكاثر الجراد وانتشاره ، حيث يتواجد الجراد بأنواع مختلفة بعضه في طور الحوريات (الدبا) والبعض الآخر جراد طائر متجنح وآخر جراد ناضج . وأرجع وكيل قطاع الخدمات الزراعية تطور وضع الجراد وتكاثره في مناطق سهل تهامة الى التباطؤ واللامبالاة في توفير الامكانيات اللازمة لمكافحة الجراد والسيطرة عليه في المراحل الأولى للظهور .. مبيا ان الوزارة تحركت في وقت مبكر للسيطرة على الجراد ولكن شحة الامكانيات وعدم توفرها أحد العوامل التي أدت الى تأجيل عملية التنفيذ المباشر للمكافحة بشكل فعال . ودعا الدكتور الغشم المنظمات والهيئات الخاصة بالامن الغذائي الى مساندة جهود اليمن لإحتواء وضع الجراد الصحراوي الذي يشكل تهديدا لمصادر الأمن الغذائي لدول الأقليم والدول المجاورة . ووفقا للفنيين في مجال مكافحة الجراد فإن معظم الجراد المنتشر حاليا في مناطق وأودية سهل تهامة جراد طائر وناضج في طريقه للتكاثر ، كما يوجد أيضا أنواع من الجراد في طور الحوريات بكثافة عددية تقدر ما بين 200- 250 جرادة في المتر المربع الواحد .
