أفادت التقارير الواردة من وسائل الإعلام الغربية أن الاشتباكات وسط العاصمة الأوكرانية "كييف" تواصلت اليوم الأحد قرب مقر الرئاسة بين الشرطة والمتظاهرين، وسمعت أصوات إطلاق نار كما شوهد تصاعد دخان، وأكد التليفزيون الاجتماعى الأوكرانى حدوث محاولة لاقتحام مقر الرئاسة. وقالت وسائل الإعلام الأوكرانية إن جرار يقوده المتظاهرين قام بإزاحة الحافلات التى وضعت لمنع تقدمهم ويجرى قذف بناء الرئاسة بالقنابل الدخانية. وقال التلفزيون الأوكرانى إن مجموعة كبيرة من مجهولين يقتحمون مقر الرئاسة، ومن غير المعروف إن كانوا من نشطاء الميدان أم من المشاغبين وأفادت وكالة "نوفوستى" أن القوات الخاصة "بيركوت" الأوكرانية قامت بإبعاد المهاجمين إلى شارع "اينستيتوتسكايا". وحسب وزارة الداخلية الأوكرانية فقد أصيب 5 من رجال الشرطة لدى محاولة المحتجين اقتحام المقر الرئاسى مشيرة إلى إصابة 3 منهم بتسمم كيميائى بغاز مجهول. وقالت صحيفة "جازيتا" الروسية إن يوم الأحد فى كييف حاول المتظاهرون اقتحام الإدارة الرئاسية وممثلو المعارضة فى نفس الوقت يعلنون الطابع السلمى للاحتجاج، ولكنهم متهمون بتنظيم اضطرابات ومحرضين على قلب السلطة ويطالب المحتجون باستقالة الرئيس الأوكرانى "فيكتور يانوكوفيتش"، وترك الحكومة وحل البرلمان. وأضاف المحتجون فى مقابلة اليوم مع الصحيفة الروسية أنهم لا يريدون أن يصبحوا تابعين للاتحاد الأوروبى وقالوا نحن نكافح للبقاء فى أوكرانيا، ولا نريد أن نتحول إلى بيلاروس وكييف ليس مينسك، ولا أحد لديه الحق فى ضربنا وقالوا إنهم يرغبون فى السير على خطى المصريين. وأوضح للصحيفة أن أحد المتظاهرين البالغ من العمر 35 عاما قال إن الشعب الأوكرانى يأمل أن تسير الأمور كما سارت فى مصر وأضاف للصحيفة الروسية أمامنا خياران أما إن يحدث فى أوكرانيا ما حدث فى مصر.. وأما ما حدث فى روسياالبيضاء وأتمنى أن يحدث فى أوكرانيا ما حدث فى مصر. وأضافت وكالة "ريا نوفستى" الروسية للأنباء أنه شارك ما يصل إلى عشرة آلاف من أتباع "حزب المناطق"، الذى ينتمى إليه الرئيس الأوكرانى فيكتور يانوكوفيتش، فى مظاهرة دعت إلى اتفاق ثلاثى بين أوكرانياوروسيا والاتحاد الأوروبى، فى محاولة لحل المشاكل الاقتصادية فى البلاد. ومن جهته، أكد وزير الداخلية الأوكرانى "فتيالى زاخارتشينكو"، اليوم الأحد، أن الشرطة ستكون مضطرة الواسعة فى حالة حصوله. وقال زاخارتشينكو: "لا أود أن ينجرّ المجتمع إلى مثل هذا التطور للأحداث"، وتساءل زاخارتشينكو، "هل نريد الوصول إلى حالة ليبيا أو تونس؟!". وقد عبّر الوزير عن أسفه على الاستخدام المفرط للقوة فى تفريق المتظاهرين فى ميدان الاستقلال أمس السبت، وقال: "أريد أن أعتذر عن الاستخدام المفرط للقوة ليلة 30 نوفمبر"، وأمهل الوزير أجهزة الداخلية المختصة يوما واحدا لإعداد معلومات عن التحقيق فى حادثة تفريق المتظاهرين. ومن جهته، قال فيتالى كليتشيكو، البطل الأوكرانى فى الملاكمة الوزن الثقيل، والذى يعتزم خوض انتخابات الرئاسة فى عام 2015 "اليوم سرقوا حلمنا.. حلمنا فى أن نعيش فى بلد طبيعى" وأضاف مخاطبا الحشد الذى كان يردد هتافات مدوية "رفض توقيع اتفاقية المشاركة خيانة". وأضافت الوكالة الروسية أن يوم أمس السبت قال شهود عيان، إن شرطة مكافحة الشغب فى العاصمة الأوكرانية كييف استخدمت الهراوات وقنابل الصوت لتفريق مئات من المحتجين المؤيدين لاتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبى من ميدان الاستقلال الرئيسى بالمدينة فى ساعة مبكرة من صباح السبت. وهاجمت الشرطة المحتجين الذين ظلوا معتصمين فى الميدان بعد أكبر مظاهرات الليلة الماضية ضد قرار الرئيس الأوكرانى فيكتور يانكوفيتش، بعدم التوقيع على اتفاقية تاريخية بشأن التجارة مع الاتحاد الأوروبى. وأفاد الشهود بأن الشرطة أطلقت فى البداية قنابل صوت على الحشود، ثم تدخلت مستخدمة الهراوات لتفريقهم، وقامت بمطاردة بعض المحتجين فى الشوارع الجانبية. وفى الساعة الخامسة فجرا بالتوقيت المحلى، أغلقت شرطة مكافحة الشغب جزءا من الميدان، الذى شهد قبل تسع سنوات احتجاجات الثورة البرتقالية ضد التلاعب فى الانتخابات. ومن الجدير بالذكر أنه خرج الآلاف من الأوكرانيين إلى شوارع العاصمة كييف، يوم الجمعة، الماضى فى مظاهرات مؤيدة ومعارضة لاتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبى، بالتزامن مع قمة الاتحاد للشراكة الشرقية. ولم ترد تقارير عن وقوع اشتباكات مع المتظاهرين المؤيدين لأوروبا، الذين نظموا مظاهرة فى وقت لاحق عصر الجمعة. وتزايدت حدة التوتر فى كييف، الجمعة، عندما تراجع يانكوفيتش عن التوقيع على المعاهدة مع زعماء الاتحاد الأوروبى فى اجتماع قمة فى ليتوانيا ناكصا تعهدا بالعمل نحو اندماج أوكرانيا فى التيار الرئيسى للاتحاد الأوروبى. وقال معارضون سياسيون فى أوكرانيا إن يانكوفيتش "سرق حلم" الاقتراب من الاندماج فى أوروبا.