كشف أكبر هاشمي رفسنجاني، رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، الدور الكبير الذي لعبه المرشد الأعلى علي خامنئي في التغييرات التي حصلت في البلاد، مشيرا بشكل واضح إلى سماح خامنئي بانتخاب حسن روحاني، وإلى دوره في المفاوضات النووية مع الغرب، والتوصل إلى اتفاق جنيف النووي الشهر الماضي. ويؤيد كلام رفسنجاني بجلاء طروحات كثير من المراقبين، كانوا أكدوا أن طبيعة النظام الإيراني الذي يضع السلطة المطلقة بيد المرشد، لا يمكن أن تسمح بأدنى تغيير دون موافقة الأخير، فضلا عن السماح بتغييرات تمس السياسات الخارجية والخطاب العام للدولة. وسبق لمراقبين أن أكدوا أن التغييرات التي حدثت في إيران وشملت خطابها الموجه إلى الخارج، وأفضت إلى انفراج نسبي في العلاقة مع الغرب، لم تكن محض صدفة ولا متعلقة باعتدال الرئيس الجديد حسن روحاني في مقابل تشدد سابقه أحمدي نجاد، بقدر ما هي عبارة عن عمل استراتيجي مبرمج ومصادق عليه من الحاكم الفعلي في البلاد علي خامنئي بعد أن بلغت تجربة التشدّد نهايتها، ولم يعد ممكنا التمادي فيها، خصوصا وقد دفعت بالبلاد إلى عزلة قاتلة وجرّت عليها خسائر اقتصادية لا يمكن فصلها عن حالة الاحتقان الاجتماعي بفعل ارتفاع الأسعار ومعدل البطالة. وأشار رفسنجاني إلى دور لخامنئي في فوز حسن روحاني بالانتخابات الرئاسية التي أجريت في يونيو الماضي، قائلا «إن الانتخابات الرئاسية جرت بشكل متميز لأن قائد الثورة أوصى بضروة أن يجري فرز الأصوات بمنتهى النزاهة»، وذلك في تأكيد على أن خامنئي حال دون وقوع تلاعب على غرار الذي جرى في انتخابات 2009 وكان يمكن أن يمنع فوز روحاني في ظل الحاجة الإيرانية الأكيدة إلى صورة رجل قابل للتسويق لبدء مرحلة جديدة من «الانفتاح» تنقذ إيران من عزلتها القاتلة. ومن جهة أخرى أكد كلام رفسنجاني –دون قصد- أن مسألة التلاعب بالانتخابات من عدمها هي بيد المرشد يستخدمها حسب الحاجة وطبيعة الشخص المطلوب لمنصب الرئاسة. وبشأن المفاوضات النووية، والتي أفضت إلى اتفاق أولي مع الدول الغربية بدا لوهلة وكأنه إنجاز للرئيس روحاني وفريقه، كشف رفسنجاني دور خامنئي «في إنجاح المفاوضات النووية»، قائلا «إن المرشد أنقذنا… وهذه خصوصية الولي الفقيه في كسر الأقفال». وكان رفسنجاني يتحدث في كلمة ألقاها في مسقط رأسه بمناسبة إحياء ذكرى وفاة أحد الأئمة، مؤكدا أن خامنائي وفّر الحماية للمفاوضين الإيرانيين بشأن النووي من غضب المشددين».