استمر السجال داخل إيران بشأن نتائج الانتخابات الأخيرة التي فاز بها الرئيس محمود أحمدي نجاد حيث قال رجل الدين البارز آية الله العظمى يوسف صانعي إن الكثيرين غير مقتنعين بنتائج الانتخابات، فيما اتهمت صحيفة حكومية المرشح الخاسر مير حسين موسوي وأنصاره بالخيانة. وفي بيان على موقعه الإلكتروني قال صانعي المؤيد للإصلاح إن عدم الاقتناع بنتيجة الانتخابات الرئاسية يعود إلى "الغموض" الذي اكتنف هذه الانتخابات، محذرا من أن حكومة أحمدي نجاد قد تواجه مشكلات. في الوقت نفسه حث صانعي السلطات على عدم انتهاك حقوق الإنسان، في إشارة على ما يبدو إلى طريقة تعاملها مع الاحتجاجات الحاشدة التي اندلعت الشهر الماضي عقب الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها. ويعد صانعي حليفا لآية الله العظمى حسين علي منتظري أبرز رجال الدين المنشقين في إيران والذي يعد مهندس الثورة الإسلامية قبل أن يختلف مع القيادة ويوضع رهن الإقامة الجبرية في منزله منذ سنوات. في المقابل، شن رئيس تحرير صحيفة "كيهان" الحكومية حسين شريعة مداري هجوما حادا على المرشح الخاسر بالانتخابات الأخيرة مير موسوي ومؤيده الرئيس السابق محمد خاتمي واتهمهما بالخيانة والعمالة للولايات المتحدة. وطالب شريعة مداري بمحاكمة موسوي وخاتمي اللذين اتهما مجلس صيانة الدستور بالتلاعب في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 12 يونيو/حزيران الماضي وأسفرت عن فوز كبير لأحمدي نجاد. مؤامرات غربية وقال شريعة مداري إن موسوي يتبع مؤامرات أميركية وأوروبية وإسرائيلية ضد طهران، وحمّله المسؤولية عن مصرع عدة أشخاص خلال المظاهرات الاحتجاجية التي جرت في فترة ما بعد الانتخابات وشهدت مصادمات مع مليشيا الباسيج الموالية للسلطة. من جانبها قالت صحيفة "جاوان" إن مائة نائب في البرلمان الإيراني وقعوا خطابا للسلطة القضائية يطالبون فيه بمحاكمة موسوي والمرشح الخاسر الآخر مهدي كروبي. جاء ذلك بعد يوم من انتقاد رئيس مجلس صيانة الدستور آية الله أحمد جنتي خلال خطبة الجمعة أمس المعارضة بقيادة موسوي، وقال إنها تتصرف مثل المنشقين وتتحدى النظام الحاكم. كما صعد جنتي في الوقت نفسه من لهجة العداء ضد بريطانيا واتهم موظفين بسفارتها في طهران بالتورط في دعم الاحتجاجات، مشيرا إلى أنه ستتم محاكمة هؤلاء الموظفين الذين تعتقلهم السلطات الإيرانية حاليا. وردت بريطانيا على ذلك بطلب إيضاحات من السلطات الإيرانية بشأن تصريحات جنتي، كما استدعت دول الاتحاد الأوروبي ال27 سفراء إيران لديها للاحتجاج على اعتقال موظفي السفارة البريطانية. وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي إن أعضاء الاتحاد اتفقوا على أسلوب تدريجي تجاه طهران يمكن أن يشمل في المستقبل فرض حظر على منح التأشيرات للمسؤولين الإيرانيين وربما يصل إلى سحب السفراء حسب تطورات الموقف. وكانت إيران أعلنت عن اعتقال تسعة موظفين بالسفارة البريطانية بتهمة التورط في الاحتجاجات ثم أفرجت لاحقا عن سبعة منهم، بينما نفت بريطانيا من جانبها هذه الاتهامات، وتبادلت الدولتان لاحقا طرد الدبلوماسيين.