أمس مجمع القصر الرئاسي في مقديشو لهجوم مثير اذ اقتحمه مسلحون بسيارة مفخخة وتبنته حركة "الشباب المجاهدين" الاسلامية وأسفر عن مقتل 11 شخصا على الأقل. ولم يصب الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بأذى في الهجوم على المجمع الحصين الذي يعرف باسم فيلا الصومال ويضم أيضا وكالات حكومية أخرى. وأكد الرئيس أن الحادث لن يثني حكومته عن العمل لإعادة إعمار الصومال بعد عقود من الحرب. واضاف في بيان: "لا يخفي العمل الإرهابي الذي لا تصف الكلمات بشاعته حقيقة أن هذه جماعة هامشية على وشك الانقراض". وصدرت روايات متضاربة لما حصل. وقال عبدي قدير أحمد، وهو ضابط شرطة كبير، ان المعركة دارت عند منزل أكبر قائد عسكري صومالي وهو الجنرال ضاهر ادن قرشي الذي في المجمع نفسه وبالقرب من القصر الرئاسي. بينما روى مسؤول حكومي طلب عدم ذكر اسمه أن المتشددين وصلوا إلى مسجد في وسط المجمع يصلي فيه الرئيس الجمعة عادة، وأن مدير مكتب رئيس الوزراء ومديراً سابقاً للمخابرات قتلا إلى جانب ستة مهاجمين. وقال إن الرئيس لم يكن في المسجد وقت الهجوم على رغم أنه كان يعتزم أداء صلاة الجمعة فيه. وأضاف: "يصلي الرئيس هناك عادة، لذا أظن أنهم كانوا يستهدفون الرئيس". وصرّح وزير الأمن الصومالي عبد الكريم حسين جوليد بأن مسؤولين حكوميين اثنين وتسعة مسلحين قتلوا في الهجوم. وقال للصحافيين عند القصر: "حاول تسعة مقاتلين مهاجمة بوابة القصر. قتل اثنان في السيارتين المفخختين وقتل السبعة الآخرون بالرصاص كما ترون جثثهم". كذلك "قتلت رصاصات طائشة مديراً في مكتب رئيس الوزراء وضابطاً في الأمن الوطني. كانت معهم سيارتان مفخختان". وأشارت الشرطة الى ان المهاجمين كانوا يرتدون ملابس تشبه ملابس حرس الرئاسة وبعضهم كان يرتدي سترات ناسفة. ونقلت "رويترز" عن ضابط: "مقاتلو حركة الشباب الذين هاجموا القصر كانوا نحو عشرة رجال يرتدون الزي العسكري والقبعات الحمر (التي يعتمرها حرس القصر الرئاسي)... كانت لديهم ثلاث سيارات، إحداها سيارة مفخخة والسيارتان الاخريان كانتا تنقلان مقاتلين مدججين بالسلاح". وقال: "جميع مقاتلي حركة الشباب قتلوا بعضهم فجروا أنفسهم وقتل الآخرون بالرصاص. وقتل العديد من أفراد الحرس الحكومي أيضا. والآن المعركة انتهت وتناثرت في المكان الأشلاء البشرية والدماء". وفي الاسابيع الأخيرة، شهدت مقديشو سلسلة من الهجمات الانتحارية التي أعلنت المسؤولية عنها حركة "الشباب المجاهدين" المرتبطة بتنظيم "القاعدة" والتي طردت من المدينة منتصف 2011، لكنها واصلت شن هجمات. وأبلغ الناطق باسم الحركة عزيز ابو مصعب "وكالة الصحافة الفرنسية" ان "مجموعات الكوماندوس التابعة لنا هاجمت القصر الرئاسي المزعوم لقتل أو أسر من في داخله". وقال إن الهجوم رسالة مفادها انه "ليس هناك أي مكان آمن لحكومة المرتدين، وان "المطار والقصر الرئاسي المزعوم على غرار أي مكان في الصومال يمكن ان تتعرض لهجوم طبق مخططاتنا".