بينما أعلنت القوات العسكرية الروسية عن تأهبها للحرب على أوكرانيا طوال الأيام القليلة الماضية، يأتى الوضع على الحدود «الروسية – الأوكرانية» معقداً ومليئاً بالمشاهد الإنسانية المؤثرة، فنحو 200 جندى أوكرانى معظمهم من الشباب فى العشرينيات يقفون فى قاعدة «بيلبك» العسكرية فى مدينة لوبيموفكا الأوكرانية، وهم يعلمون أنهم قد لا يبقون على قيد الحياة طويلاً فى حال ما شنت القوات الروسية ضرباتها ضدهم، وفقاً لما يتردد من توقعات حول قرب ضرب روسيالأوكرانيا. أولج، جندى أوكرانى، وقف مدججاً بالسلاح بالقرب من بوابة قاعدته العسكرية وأخرج وجهه عبر الأسوار الحديدية لتقبيل صديقته سيفتلانا، ووداعها ربما للمرة الأخيرة التى قد يراها فيها، وهى الصورة التى انتشرت عبر المواقع الإلكترونية، منذ صباح الثلاثاء، وتبادلها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى، بشكل أعاد للأذهان قصة الحب العنيفة التى قدمها الممثلان كيت بيكنسال وبن أفليك فى الفيلم الأمريكى pearl» harbor» بين ممرضة وجندى أمريكى لقى حتفه فى تدمير قاعدة «بيرل هاربور» العسكرية الأمريكية من قبل القوات اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية. ولا يختلف حال «أولج» كثيراً عن زملائه الذين تتناوب عائلاتهم الاقتراب من بوابة قاعدتهم العسكرية كل فترة بسيطة من الوقت لعلهم يحظون بلقائهم، فرؤية نساء بأطفالهن وفتيات أحطن بوابة القواعد العسكرية بات مشهداً طبيعياً هناك، وهن يتمتعن بالجرأة التى تجعلهن يصرحن بأنهن يحمين القاعدة العسكرية بوقوفهن إلى جوارها، على أمل ألا يرفع أى من الطرفين سلاحه فى وجه الآخر إذا علما أن مدنيين يقفون حزاماً بشرياً لمنع اندلاع الحرب، كما يمددن أزواجهن وأبناءهن بالطعام المنزلى والمشروبات التى لا تتوفر لهم فى قاعدة عسكرية تعانى من التقشف والقسوة بسبب الحرب الوشيكة، لدرجة أن بعضاً من سكان قرية صغيرة بالقرب من جبل كريميا على الحدود الروسية الأوكرانية يحرصون على إمداد الجنود الأوكرانيين بالغذاء، والمفارقة أن القرية تضم مواطنين روس وأوكرانيين، ما يهدد بنزاع بين الأهالى هناك وليس القوات العسكرية لكلا الطرفين فقط، فقد طارد بعض الرجال الروس الذين يرفعون أعلاماً روسية ويرددون خلال مسيراتهم «روسيا.. روسيا» 4 سيدات أوكرانيات جئن لإمداد الجنود بالغذاء، إحداهن تدعى أنيا دودنيكو، 22 عاما، قالت لوكالة رويترز إنه يمكن للروس أن يهتفوا باسم بلادهم طوال اليوم كيفما شاءوا، لكن أن نمنع من نطق اسم بلادنا على أرضنا فهذا ما لا يحتمل، أما جون شاراوفا فقد رحبت بالروس كضيوف على أراضى بلادها، لكن أن يأتوا فى القوارب العسكرية لشن الحرب فهو بالأمر المرفوض، على حد قولها، الذى أغضب جارتها إيرينا التى ترى أن القوات الروسية القريبة من منازلهن جاءت لحمايتهن، والجنود الروس يقفون على الحدود فقط دون أى عمل عدائى. وفي سياق متصل قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الثلاثاء، إن توغل القوات الروسية في أوكرانيا ليس مؤشرا على القوة الروسية ولكنه انعكاس لمخاوف عميقة تساور جيران روسيا بشأن تدخل موسكو فيها. وسخر أوباما من السبب الذي ساقه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لإرسال الجيش الروسي إلى منطقة القرم في جنوبأوكرانيا. وكان «بوتين» قال إن الهدف من ذلك حماية مواطنين روس، غير أن أوباما وصف ذلك بأنه انتهاك للقانون الدولي. وأضاف أوباما: «يبدو أن الرئيس (بوتين) لديه مجموعة مختلفة من المستشارين يصوغون مجموعة مختلفة من التفسيرات، ولكنني لا أعتقد أن ذلك يخدع أي أحد». وتابع أنه عقد اجتماعا لمجلس الأمن القومي، صباح الثلاثاء، وهو الاجتماع الثاني خلال يومين بشأن أوكرانيا.