طالب مسؤول رفيع المستوى بجامعة الدول العربية الأربعاء بإرسال قوات أممية لحفظ السلام في الصومال التي دمرتها الحرب الأهلية الطاحنة الدائرة منذ سقوط نظام حكم الرئيس المخلوع محمد سياد بري في العام 1991 . وأعلن السفير سمير حسني مدير إدارة التعاون العربي الأفريقي، والمسؤول عن ملف الصومال في الجامعة العربية، أن الجامعة ستمول وتنشئ عدد من المشروعات في الصومال بقيمة خمسة ملايين دولار تحتاجها الحكومة الصومالية. وقال حسني، في تصريحات للصحافيين الأربعاء على هامش اجتماع مجموعة الاتصال الدولية المعنية بالصومال الذي بدأ الأربعاء بمقر الجامعة، إن الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي يطالبان مجلس الأمن بإرسال قوات حفظ سلام للصومال. لكن حسني استدرك بالقول: حتى الآن ليس هناك توافقا حول هذا المطلب، فهناك الكثير من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن تتريث في اتخاذ هذا القرار، لأنها ترى أنه لابد أن يكون هناك سلام حتى تحفظه. وتابع: ما يزال هناك حوار حول هذا الموضوع بين الجامعة العربية داخل مجلس الأمن، من أجل الوصول إلى توافق حول هذا الموضوع. وتقاتل الحكومة الانتقالية الصومالية التي يدعمها الغرب جماعات اسلامية في أعمال عنف أدت إلى زيادة عدد النازحين في الصومال لأكثر من مليون شخص. وتقول وكالات إغاثة إن ثلاثة ملايين شخص يحتاجون إلى مساعدات غذائية عاجلة في واحدة من أسوأ الأزمات الانسانية في العالم. ويبحث اجتماع مجموعة الاتصال الدولية المعنية بالصومال دعم برامج الحكومة الصومالية الأمنية وتشجيع الاستقرار والمصالحة وبدء الإعمار لما دمرته الحرب الأهلية. وتقود جماعة حركة شباب المجاهدين المرتبطة بالقاعدة في الصومال تمردا داميا ضد الحكومة الانتقالية برئاسة شيخ شريف شيخ أحمد زعيم تنظيم المحاكم الإسلامية المتمرد سابقا. وتعمل الحركة جاهدة على تطبيق فهما متشددا للشريعة الإسلامية في كل أرجاء الصومال الذي دمره الحرب. ومن جهة أخرى، قال سكان ومقاتلون معتدلون في الصومال الأربعاء انه عثر على خمس جثث لعمال بناء مقطوعي الرأس في العاصمة مقديشو، كما قتل 11 على الأقل في معارك جرت في وسط البلاد. وذكر سكان مقديشو انهم يشتبهون في أن يكون متشددو حركة الشباب قد أعدموا عمال البناء لمشاركتهم في بناء مقر جديد لبرلمان الصومال الذي يعتبره المتمردون معقلا لعملاء الغرب. ولم تعلن اي جهة المسؤولية. وكان مئات الآلاف من الصوماليين قد لقوا حتفهم جراء المجاعة والحرب والأمراض منذ حلت الفوضى بالبلاد في العام 1991، كما فشلت محاولات عدة لإقامة حكم مركزي في البلاد منذ ذلك التاريخ. ولم تتمكن الحكومة الصومالية الحالية التي تدعمها قوات حفظ سلام من الاتحاد الإفريقي من بسط سيطرتها على مقديشو بسبب المتمردين الذين يسيطرون على مساحات واسعة من العاصمة ومناطق جنوب الصومال.