تبادل المتمردون الاسلاميون وقوات الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب وحلفاؤها اطلاق قذائف المورتر ونيران الاسلحة الخفيفة يوم الخميس في سابع ايام الاشتباكات بالعاصمة مقديشو والتي اسفرت عن مقتل 139 مدنيا. وتسببت سنوات من الصراع في الصومال في مقتل عشرات آلاف الاشخاص وشردت ملايين اخرين وأحبطت 15 محاولة لتأسيس حكم مركزي وأسفرت عن واحدة من اسوا أزمات الاغاثة في العالم. وقال ياسين علي جيدي نائب رئيس مجموعة علمان للسلام وحقوق الانسان بمقديشو "قتل 26 مدنيا واصيب 98 يومي الاربعاء والخميس." وأضاف أن "الآلاف قاموا أيضا باخلاء منازلهم في هذه الفترة نظرا لان القتال امتد الى مناطق جديدة." وواصلت حركة الشباب المتشددة والقوات الموالية للرئيس شيخ شريف أحمد القتال في مقديشو. واهتزت المباني المليئة بالثقوب جراء الرصاص بجوار القصر الرئاسي بفعل الموجة الاخيرة من الاشتباكات التي ابتليت بها البلاد منذ الاطاحة بالرئيس السابق محمد سياد بري عام 1991. واتهم سكان محليون قوات حفظ السلام الافريقية بقصف معاقل المتمردين. وقال باريجي با هوكو المتحدث باسم الاتحاد الافريقي "لسنا متورطين في القتال ولا في القصف...تلقي المعارضة باللوم علينا في القصف كذريعة لمهاجمة قواعدنا." واتهم زعيم المعارضة البارز شيخ حسن ضاهر عويس مبعوث الاممالمتحدة أحمدو ولد عبد الله بمحاولة تدمير الصومال من خلال دعمه للحكومة الانتقالية ورفض اجراء أي محادثات مع حكومة شيخ شريف أحمد. وقال عويس لرويترز "من المفاجىء أن نرى ولد عبد الله يدمر الصومال بينما هو كمسلم عليه التزام بأن يكون أمينا فيما يجب عليه عمله للصوماليين." وأضاف "يجب أن تغادر البلاد القوات التي جاءت لابقاء الزعماء المسلمين بعيدا عن القيادة. (بعدها) نضمن لكل صومالي بألا يكون هناك قتال. سنجلس سويا ونحل كل شيء عبر الحوار." وحذرت وكالات اغاثة يوم الخميس من ان أسوأ موجة قتال يشهدها الصومال منذ عدة اشهر تفاقم من الوضع الانساني السيء بالفعل في الدولة الواقعة في منطقة القرن الافريقي. ولم تدم فترة الهدوء طويلا بعد اكثر من عقد من العنف عقب تمكن اتحاد المحاكم الاسلامية من السيطرة على مقاليد الحكم عام 2006 لكن المعارك اندلعت مجددا عندما سحق جنود ودبابات اثيوبيا حركة المحاكم الاسلامية في وقت لاحق من العام نفسه. وقالت مجموعة علمان أن تمردا يقوده الاسلاميون منذ اوائل عام 2007 أدى الى مقتل نحو 17700 شخص وجرح ما يقرب من 30 الفا آخرين.