أماطت مصادر اللثام عن كواليس برنامج المشير السيسي الانتخابي، مشيرة إلى أنّه اعتمد الكفاءات وراعى مسارا متوازيا في كل الملفات دون الاستعانة برموز نظام مبارك الذي ولى إلى غير رجعة ولا مكان للمنافقين، فيما ينتظر أن يكون عمرو موسى مستشاراً وناطقاً رسمياً باسم الحملة، في الأثناء، أطلقت وزارة الداخلية وعيد الضرب بيد من حديد لكل من تسوّل له نفسه تعكير أجواء الانتخابات الرئاسية، متهمة «الإخوان» اغتيال الصحافية ميّادة أشرف خلال اشتباكات أول من أمس. ونشرت صحيفة الوطن المصرية ما أسمته «كواليس إعداد برنامج المشير عبد الفتاح السيسي»، المنتظر إعلانه بعد استقالته وترشّحه للرئاسة، إذ قال مصدر مقرّب من المشير إنّه اعتمد على العديد من الكفاءات في وضع برنامجه الانتخابي وراعى العمل في مسار متوازٍ على كافة الملفات.
وأكّد المصدر أنّ «البرنامج أحيط بسرية بالغة، وأن العاملين على كل ملف من البرنامج لم يكونوا على علم بالعاملين في الملفات الأخرى»، وأنّ «حظراً إعلامياً فرض عليهم، وتم منعهم من الحديث عما قاموا به قبل قبول استقالة المشير رسمياً».
مستشار وناطق
وقال المصدر نفسه، إنّ «اجتماعاً مغلقاً دار بين عمرو موسى والمشير السيسي قبل فترة بناء على طلب الأول، وسيلعب موسى، وفق المصدر، دوراً كبيراً في المرحلة المقبلة كمستشار لحملة السيسي، وربما كناطق رسمي باسمها، وهو ما لم يحسم بعد حتى الآن».
مليون وحدة ورفض السيسي إدراج منحة المليون وحدة سكنية المهداة من الإمارات للشعب المصري ضمن برنامجه الانتخابي، وقال للقريبين منه: «هذه المنحة للشعب المصري وليست لعبدالفتاح السيسي».
البرنامج الانتخابي
وفيما يخص البرنامج الانتخابي، تمت اجتماعات عديدة بين القائمين على إعداده، في بعض دور القوات المسلحة المسموح بدخولها للمدنيين، ابتعاداً عن شبهة استغلاله لمنشآت القوات المسلّحة، وأكّد السيسي للقريبين منه في الاجتماعات التحضيرية، أنّه «لا يريد أن تكون هناك وجوه محروقة أو مكروهة في حملته الانتخابية»، مشيراً إلى أنّ «كثيرين من الذين تحدثوا باسمه في الفترة السابقة أساءوا إليه، وسحبوا من رصيده، وأنه لا مكان لمنافق في حملته».
وجوه جديدة
وشدّد السيسي على ضرورة الإعلان عن ناطقين رسميين باسم الحملة بعيداً عن الوجوه التي تصدّرت المشهد في الفترة السابقة، وتحدثت باسمه دون موافقته، وأنه لن يسمح لأحد بالإدلاء بتصريحات سوى دائرة واحدة ومقرّبة لا يعتد بأي أخبار أو أنباء تأتي من غيرها. كما أبان المرشح المنتظر للرئاسة عدم الاستعانة برموز نظام مبارك في حملته، أو في صياغة برنامجه الانتخابي، مؤكداً أنّ «نظام مبارك صفحة وانتهت تماماً دون رجعة».
كفاءات الخارج
وطلب السيسي من القائمين على حملته التواصل مع الكفاءات المصرية الموجودة خارج مصر للاستفادة من خبراتها، وأنّه تحدث مع الخبير الاقتصادي العالمي محمد العريان، مستشار أوباما الاقتصادي، للاستفادة من خبرته، وقد رحب العريان بهذا التواصل، لكنه اعتذر عن تولي أي مناصب مستقبلية، معللاً ذلك بابتعاده لفترة كبيرة عن الواقع في مصر وأنّه يفضل دوره كاستشاري.
تأمين انتخابات
على الصعيد ذاته، شدّد وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، على أنّ «الأجهزة الأمنية ستضرب بيد من حديد كل من تسوّل له نفسه محاولة تعكير صفو الانتخابات الرئاسية، أو تعطيل تنفيذ خارطة المستقبل التي جاءت بإرادة الشعب المصري الحر»، لاسّيما أنه من المتوقع حدوث شغب وعمليات إرهابية، إلا أن الوزارة لديها القدرة على التصدي لأي من تلك المحاولات وفق إبراهيم.
حياد وزارة
وأضاف وزير الداخلية في تصريحات صحافية، أنّ «الوزارة ستتولى تأمين كل مرشّحي الرئاسة بعد فتح باب التقدّم للترشح، كما أنّها ستقف مهمتها عند تنفيذ القانون، وستقف على الحياد التام خلال الانتخابات المصرية دون التحيّز لطرف على حساب آخر».
واستطرد قائلاً: «ليس لنا مصلحة ولا نتدخل في أي أمور سياسية، والشعب هو الذي سيختار، وهو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، وليس من حق أحد احتكار ذلك أو الحجر على هذا الحق». ولفت وزير الداخلية إلى أنّ «الوزارة حققت نجاحاً خلال الفترة الماضية من خلال توجيه ضربات قاصمة للعناصر الإرهابية»، مشيراً إلى أنّ «الأجهزة الأمنية على أهبة الاستعداد لتأمين الانتخابات الرئاسية وضمان توفير جو آمن لانطلاق السباق الرئاسي، من خلال خطط أمنية يجرى تنفيذها بمجرد إعلان فتح باب الترشّح للانتخابات».
اغتيال صحافية
في السياق، اتهمت وزارة الداخلية المصرية تنظيم الإخوان المسلمين بقتل الصحافية، ميّادة أشرف، التي قتلت خلال اشتباكات شهدها حي «عين شمس» بالقاهرة. وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة اللواء هاني عبد اللطيف، إنّ «الشهيدة، ميادة أشرف، سبق أن احتجزت من قبل عناصر تنظيم الإخوان، والأمر موثق في العديد من القنوات الإعلامية، والأمن تدخل مرتين من قبل للإفراج عنها»، مضيفاً أنّ «آخر خبر كتبته ميادة أشرف في صحيفتها هو، إطلاق نار عشوائي من قبل جماعة الإخوان على المتظاهرين».
انفجار بلا ضحايا
انفجرت عبوة ناسفة أمس بجوار سور المدينة الجامعية لطلاب جامعة الأزهر بالقاهرة، ولم يُعلن عن وقوع ضحايا. وقال مصدر أمني بوزارة الداخلية، إنّ «عبوة ناسفة بدائية الصنع انفجرت بجوار سور المدينة الجامعية بضاحية مدينة نصر»، موضحاً أنّ «الانفجار لم يسفر عن حدوث أية إصابات أو أضرار». وأضاف إنّ «خبراء المتفجرات مشّطوا المنطقة للتأكّد من عدم وجود عبوات أخرى».