طبعاً لن تنجو هذه الشعوب البائسة مالم تتحرر من الفاشيتين الدينية والعسكرية ، كما لن يكون العالم بخير بين الحكم العسكري والحكم الديني فقط . بالمقابل يزداد الطين بلة وتصير المكابدة أكثر تعقيداً حين الفاشية القبلية تكون هي الحامل الموضوعي لسلطتي الفاشيتين الدينية و العسكرية والعكس أيضاً.. تماماً كما في اليمن . في حين يضحكني من يفاضل بين التطرف السني والتطرف الشيعي مثلاً .. ذلك ان التطرف هو التطرف ..التطرف هو الجائحة المهجوسة بالقيم الاقصائية وشيطنة الآخر واستدامة العنف وتنمية العنف المضاد والإصرار البدائي الرهيب على عدم التعايش كما على زوال الدولة و تخريب المجتمع ..لكن ماذا ستقولون لمن يقولون «والله ماكانت إلا من البطنين» أو « والله ماكانت إلا من الفخذين» ومع ذلك يرمونكم بدائهم وينسلّون بلؤم وقح مرددين « انتم طائفيين لاتقبلون بالآخر » ..مع أنكم أنتم الذين تقولون « لتكن لنا جميعاً كمواطنين وديمقراطيين »؟ عموماً يقول ادورنو : ليست الحرية أن تختار بين الأسود والأبيض، بل أن تبتعد عن الاختيارات المحددة مسبقاً. [email protected]