قضت محكمة مصرية الأربعاء بالسجن لمدد تتراوح بين ستة أشهر و25 عاما على 26 متهما أعضاء مجموعة تقول مصر إنها تابعة لحزب الله اللبناني وإنها سعت للقيام بعمليات إرهابية لزعزعة الاستقرار في البلاد. وقال القاضي عادل عبد السلام جمعة إن المحكمة عاقبت المتهمين الثلاثة: الأول محمد قبلان والتاسع عشر سالم عايد حمدان والعشرون مدحت حسان حسانين (غيابيا) بالسجن المؤبد ومدته 25 عاما. ويوصف قبلان في أوراق الدعوى بأنه رئيس قسم مصر في وحدة دول الطوق (الدول المجاورة لإسرائيل) في حزب الله. وكانت محكمة أمن الدولة العليا طوارئ بدأت محاكمة المجموعة التي تضم لبنانيين أحدهما قبلان في أغسطس آب من العام الماضي. وأنكر من حضروا منهم الجلسة التهم المنسوبة إليهم. ولكن حزب الله قال في أبريل نيسان من العام الماضي إن مصر تحتجز عضوا فيه هو سامي شهاب وإن شهاب كان يقدم إمدادات عسكرية لقطاع غزة بمساعدة ما يصل إلى عشرة أشخاص آخرين. ونفي حزب الله أن يكون استهدف مصر. ويتوقع مراقبون أن يتسبب الحكم في زيادة حدة التوتر في العلاقات بين مصر وحزب الله. وقال جمعة إن المحكمة عاقبت شهاب واسمه في أوراق الدعوى يوسف أحمد منصور بالسجن لمدة 15 عاما. والمدانون لبنانيان وخمسة فلسطينيين وسوداني واحد و18 مصريا وعاقبت المحكمة منهم اثنين آخرين بالسجن لمدة 15 عاما و15 بالسجن لمدة عشر سنوات واثنين بالسجن لمدة سبع سنوات وواحد بالسجن لمدة خمس سنوات وواحد بالسجن لمدة ثلاث سنوات وواحد بالسجن لمدة ستة أشهر.
وأضافت المحكمة سنة حبسا بتهم أخرى لأحد المدانين الذين حكمت عليهم بالسجن لمدة عشر سنوات. وصدر الحكم غيابيا على متهم رابع ومدة عقوبته خمس سنوات.
وقال جمعة إن المحكمة ترى أن ما اقترفه حزب الله اللبناني من أفعال بواسطة ممثليه المتهمين الأول ومرؤوسه الثاني لا صلة له بدعم المقاومة الفلسطينية.
وتساءل: هل كل ذلك الدعم يكون من خلال جمع المعلومات عن القرى والمدن والطرق الرئيسية بمحافظتي شمال وجنوبسيناء وأن يشمل هذا الدعم رصد وتحديد الأفواج السياحية المترددة على مناطق جنوبسيناء؟
ومضى متسائلا: هل يشمل أيضا دعم المقاومة الفلسطينية استئجار بعض العقارات المطلة على المجرى الملاحي لقناة السويس لاستغلالها لرصد السفن العابرة بالقناة. وهل دعم المقاومة الفلسطينية يكون من خلال تصنيع عبوات متفجرة والاحتفاظ بها في مسكن المتهم سالم عايد حمدان بمحافظة شمال سيناء؟
وتابع إن هذا الحزب المسمى بحزب الله كان بقصد ضرب اقتصاد مصر وتمزيق أوصال شعبها وإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في أرجائها.
وأشار إلى أن المتهمين بخلاف قبلان وشهاب سلكوا طريق الجريمة.
وكان المتهمون صامتين لدى دخولهم قفص الاتهام وبدا عليهم شعور بالخوف. وبعد النطق بالحكم كبروا (الله أكبر) وهتفوا (فداك يا أقصى) و(حسبنا الله ونعم الوكيل).
وحوكم قبلان وشهاب بتهم تجنيد وتمويل عناصر التنظيم والتخطيط لتنفيذ العمليات الإرهابية. وحوكم 20 آخرون بتهم تشمل التخابر لمصلحة منظمة خارجية تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي وضرب أهداف ومنشآت سياحية داخل مصر وتعطيل المجرى الملاحي لقناة السويس.
أعدوا في سبيل تنفيذ ذلك المخطط، بحسب الاتهام، أحزمة ناسفة ومواد متفجرة وقاموا بحفر نفق بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية لتهريب تلك المواد المتفجرة وأيضا تهريب بعض الانتحاريين إلى مصر. كما حوكم الأربعة الباقون بتهمة المساعدة في الإعداد للعمليات الإرهابية.
وأحكام محاكم أمن الدولة لا تقبل الاستئناف أو الطعن عليها لكن بإمكان رئيس الدولة أن يعفو عنها.
وفي العام قبل الماضي قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن مصر شريك في جريمة مع إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة لرفضها فتح معبر رفح بلا قيود. وردت مصر إن نصر الله يريد نشر الفوضى في المنطقة لخدمة آخرين في إشارة إلى إيران فيما يبدو.
وتوترت العلاقة بين مصر وحزب الله بعد انتقاد القاهرة لعملية قام بها الحزب عبر الحدود مع إسرائيل وأسر خلالها جنديين إسرائيليين عام 2006 مما تسبب في حرب واسعة شنتها إسرائيل على لبنان.
وفي وقت سابق دافع المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في مصر محمد مهدي عاكف عن حزب الله قائلا إن حزب الله لم يهدد الأمن القومي المصري... قام بجهده الكبير في دعم المقاومة الفلسطينية.
وأضاف: كافة الحركات الشعبية وجماعات المقاومة التي دعمت الفلسطينيين في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم والمستبد على غزة مسحت عار الأنظمة العربية التي تخاذلت عن الدفاع عن الشعب الفلسطيني ودعمه ومساندته وكانت في صف موالاة وتنفيذ المخططات الصهيونية والأمريكية تجاه المنطقة.