نفتقد إلى برنامج وطني واسع يعبّر عن مصالح الأغلبية وطموحهم إلى بناء يمن حديث، نفتقد إلى تحالف سياسي وفكري وثقافي واجتماعي حقيقي وناضج يُسهم بفاعلية في تكريس المدنية والمواطنة ودحر الفساد. تشتد الأزمات على هذا البلد، وتتوتر الأوضاع، وتتفاقم التعقيدات، وتزداد إساءة مراكز القوى إلى القانون. غير أن جذوة اليمني في الأمل لا تهدأ، ويبقى التوق راسخاً لدى الغالبية في التقدُّم والنهوض. والشاهد هو أن ما يضرب نضالات وكفاحات الشعوب في المقام الأول يتمثّل في القرارات العشوائية داخل أجهزة الدولة. يقول الدكتور أبوبكر السقاف: «إن مقتل الفكر السياسي اليومي عند ساستنا أنه ارتجالي بامتياز، بدوي بامتياز، ونفي كامل للعقل الجمعي». وفي السياق يشدّد محذّراً على أنه «يجب الحرص على عدم خروج العمل السياسي عن دائرة السلم، والعقلانية والمدنية؛ إذ تكفينا درجة الغليان من العدوانية التي تحقّق بها السلطة حياتنا ومشاعرنا وأفكارنا، والنبرة العدوانية بداية العنف المادي، وهذا مرفوض تحت أي شعار كان، لأن الوسيلة تشكّل الغاية». [email protected]