السودان على حافة الانفجار، الأطراف تتصارع في حقل ألغام، يكفي أحدها لينهي كل شيء، الثورة والدولة والجيش والوحدة السياسية والوطنية. وحدهم الثوار بيدهم الحل، ونجاح الثورة مرهون بحذرها من أن تقع قدمها على أحد الألغام التالية: التحول من ثورة على النظام إلى ثورة على الدولة. التحول من ثورة سلمية، إلى ثورة مسلحة. التحول من ثورة مدنية، إلى ثورة مراكز قوى تقليدية. الانخراط وراء الإملاءات الخارجية. هذه بعض ألغام الربيع العربي، التي تقف الآن في طريق الثورة السودانية، وليس من السهل على الثورة تلافيها طوال الطريق المحفوف بالمصالح والمؤامرات والأطماع. حتى الآن السودان بخير على الحافة الخطرة، وقد يظل كذلك فيما لو استشعر الجميع روح المسئولية، وتنبه الثوار للمخاطر المحدقة بهم وبالثورة، وأن عليهم، قبل وأثناء وبعد كل شيء: – التحلي بالواقعية، وعدم رفع سقف المطالب، أعلى من ارتفاع أعمدة الواقع. – والثقة بأن التغيير والبناء يأتي بالتراكم، فحرق المراحل ينتهي عادةً بحرق الجميع. هذه وصايا مجانية معلقة على أنقاض اليمن وليبيا وسوريا.. حفظ الله السودان.