قال مسئول أمريكي سابق إن إدارة الرئيس باراك أوباما في طريقها إلى التخلي عن جيران روسيا على الرغم من أن موسكو لا تزال تحتل أجزاء من جمهورية جورجيا في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. وأشار ديفد كرامر –الذي عمل نائبا لمساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية والأوراسية في إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش- إلى أنه سبق أن حذر في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست في مارس الماضي من مغبة إبرام "صفقة كبيرة" بين الولاياتالمتحدةوروسيا في سياق سعي إدارة أوباما لإصلاح ذات البين مع موسكو. وأضاف أن أحد أسباب خوفه كان يكمن في أن الإدارة الأمريكية ستتبنى سياسة "روسيا أولاً" على حساب جيران روسيا. غير أن المشكلة في واقع الأمر –كما كتب كرامر في الصحيفة نفسها اليوم- بدت أسوأ من ذلك, إذ يبدو أن الإدارة اتجهت لتبني سياسة "روسيا فقط", متجاهلة من ثم -بل ومتخلية عن- الدول الأخرى في المنطقة. وقال: إن أكثر الأمثلة سطوعا تجلى عندما أعلن أوباما, في رسالة مرفقة مع اتفاقية للتعاون النووي مع روسيا أحيلت مرة أخرى للتصديق عليها من قِبل الكونجرس, إن الوضع في جورجيا "لم يعد يتطلب اعتباره عقبة للمضي قدماً" في مراجعة الاتفاقية. وكانت إدارة بوش قد وقّعت هذه الاتفاقية في مايو 2008 لكنها سحبتها من مضبطة الكونجرس فيما بعد "إدراكا منها أنها سوف تُرفض عقب الغزو الروسي لجورجيا". وبإعلانه صراحة أن الوضع في جورجيا لم يعد يمثل عقبة تعترض تحسين العلاقات الروسية الأمريكية, فإن إدارة أوباما تتخلى بذلك تماما عن الجورجيين وتعطي روسيا الضوء الأخضر لمواصلة انغماسها في التصرفات الاستفزازية على طول حدودها. ولطالما صرّح أوباما وغيره من كبار المسؤولين الأمريكيين بأنهم لا يعترفون بمنطقة نفوذ روسية, لكن الأفعال أو التراخي عن الفعل يكون أكثر تعبيرا عن الأقوال, طبقا لكرامر. ويرى الكاتب أن الإدارة الأمريكية بإهمالها دول المنطقة باستثناء روسيا إنما تتنازل لموسكو عن تلك المنطقة تماما, مشيرا إلى أن أوباما تحدث إلى والتقى "صديقه وشريكه" الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أكثر من أي زعيم آخر. وقال إن على أوباما أن يستغل تلك اللقاءات ليوضح بجلاء أن اعتداء روسيا على جيرانها واحتلال أراضيهم أمر غير مقبول, وإن عليه أن يشرع في إقامة صداقات وشراكات في أماكن أخرى من المنطقة.