الرئيس جورج بوش يقرر تعليق اتفاق التعاون النووي في المجال المدني مع روسيا هذا ما أعلنته وزارة الخارجية الأمريكية الإثنين الفائت، والتي أعادت الأمر إلى كونه يأتي رداً على مواقف موسكو في نزاعها مع جورجيا. كما هدد الاتحاد الأوروبي بتأجيل المفاوضات المقرر انطلاقها في وقت لاحق من الشهر الجاري مع روسيا حول عقد اتفاق شراكة ما لم تسحب الأخيرة قواتها من الأراضي الجورجية. وجهة النظر الغربية في هذا الشأن ماتزال تقف عند نقطة أن روسيا لم تلتزم بعد بنصف بنود اتفاق وقف إطلاق النار الستة، بما فيها سحب القوات الروسية إلى المواقع التي كانت تحتلها قبل اندلاع الحرب، رغم مضي أربعة أسابيع على قيام ساركوزي (الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي) بالتوسط بين روسياوجورجيا لإقراره ووضعه موضع التنفيذ. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قال في وقت سابق: إن روسيا وافقت على سحب قواتها من جورجيا خلال شهر باستثناء أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. كما قال ميدفيديف خلال ظهوره مع ساركوزي عقب محادثات جمعتهما إنه ستكون هناك محادثات دولية حول أمن المنطقة في 15 من أكتوبر القادم، في حين أعلن ساركوزي أن 200 مراقب من الاتحاد الأوروبي سينتشرون في أوسيتيا الجنوبية. روسيا وخلال المحادثات التي جرت الإثنين الماضي بين ميدفيديف وساركوزي الذي رافقه خافيير سولانا مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ورئيس المفوضية الأوروبية مانويل باروسو كانت وافقت على إزالة نقطة تفتيش رئيسية داخل الحدود الجورجية. و يقول الكرملين: إن الاتفاق يحوي استثناء يسمح لروسيا القيام ب «إجراءات خاصة» من قبيل نشر قواتها في مناطق عازلة تحيط بإقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الجورجيين الانفصاليين، وهو تفسير تدحضه جورجيا ومن ورائها القوى الغربية. مراسلو وكالات عالمية في أوسيتيا الجنوبية قالوا من جانبهم: إن كل القرى الجورجية الواقعة على الطريق الواقع جنوبي الحدود الروسية ينتشر فيها الدمار. كما أفادوا بحدوث نهب الكثير من المنازل والحوانيت والمدارس، وسويت إحدى القرى الجورجية بالأرض. جورجيا من جانبها كانت اتهمت في وقت سابق روسيا بإرسال قوات إضافية إلى نقاط تمركز رئيسية، والقوات الروسية ماتزال موجودة داخل أراضي جورجيا بعد أن كانت اقتحمت الحدود الشهر الماضي في أعقاب محاولة جورجيا إعادة بسط سيطرتها على أوسيتيا الجنوبية. كما تقدمت جورجيا أيضاً في وقت سابق بشكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية التابعة للأمم المتحدة باتهامات ضد ما تقول بأنه انتهاكات روسية لحقوق الإنسان، مطالبة - جورجيا - قضاة المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي باتخاذ إجراءات عاجلة لوقف ما تقول إنه حملة تطهير عرقي تقوم بها القوات الروسية في إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.