وصل الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا السبت إلى طهران للقيام بمحادثات حول الملف النووي الإيراني بينما تؤكد الدول الكبرى انها وساطة "الفرصة الاخيرة" قبل فرض عقوبات جديدة على إيران. وكان في استقبال لولا الذي وصل على رأس وفد من 300 شخص في زيارة تستمر يومين، وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي. ومن المقرر ان يلتقي اعتبارًا من صباح الاحد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ثم المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي. إلا أنّ واشنطن وموسكو رأتا ان فرص نجاح هذه الوساطة ضئيلة بينما يبدو ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي كان يشارك فيها، تخلّى عن التوجه الى طهران في غياب التزام إيراني بشأن اقتراح حل. غير ان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو سيزور طهران ليتباحث مع نظيره الإيراني منوشهر متكي، بحسب مصدر دبلوماسي تركي. ورفعت إيران من فرص التوصل الى اتفاق بشأن تبادل الوقود النووي السبت وذلك بعد يوم من اعلان روسيا الدولة دائمة العضوية في مجلس الامن عن أن احتمالات نجاح الوساطة البرازيلية في التوصل الى اتفاق لا تتجاوز 30 في المئة. وخطط الدا سيلفا للضغط على قادة إيران بغرض احياء عرض قدمته الاممالمتحدة بموجبه ترسل إيران يورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج مقابل الحصول على يورانيوم عالي التخصيب. ويهدف هذا الاتفاق الى تخفيف مخاوف الغرب بشأن الطموحات النووية لطهران.
وقال رامين مهمانبارسات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية لوكالة أنباء الجمهورية الاسلامية "في ما يتعلق بالمفاوضات أعتقد أن الظروف مناسبة للتوصل الى توافق جاد بشأن اتفاق التبادل". وانهار الاتفاق في أكتوبر/تشرين الاول بعد أن اصرت إيران على اجراء التبادل على أراضيها فقط.
ويشكل تخصيب اليورانيوم محور الخلاف بين إيران والاسرة الدولية التي تخشى ان تكون طهران تسعى لامتلاك سلاح ذري على الرغم من نفيها المستمر لذلك. ولإيجاد "جو من الثقة"، اقترحت القوى الكبرى على طهران تسليمها سبعين في المئة من اليورانيوم المخصب بشكل قليل لتحويله الى وقود عالي التخصيب تحتاج إليه طهران لمفاعلها للابحاث الطبية. واشارت إيران الى مشكلة ثقة ايضًا ورفضت هذا الاقتراح، معبرة عن املها في تبادل متزامن للوقود بكميات صغيرة على الاراضي الإيرانية.
وفي مواجهة رفض القوى الكبرى اطلقت إيران في شباط/فبراير انتاج اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين في المئة مما سرّع التعبئة الغربية لفرض عقوبات جديدة بقرار من مجلس الامن الدولي. وتحاول تركيا والبرازيل اللتان تعارضان فرض عقوبات على إيران والعضوان في مجلس الامن الدولي، اقناع طهران بتقديم مقترحات عملية للخروج من الازمة.
وقبل ساعات على بدء المباحثات، اعلنت إيران التوصل الى اتفاق حول تبادل كمية معينة من اليورانيوم الضعيف التخصيب بوقود نووي مخصب بنسبة 20%، وان إيران مستعدة لمناقشة مكان هذا التبادل شرط ان تكون هناك ضمانات ملموسة لذلك.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمنبرست في تصريح الى تلفزيون العالم الإيراني "هناك توافق حول كمية الوقود الذي سيتم تبادله وموعد هذا التبادل. يبقى مكانه. وإيران مستعدة لمناقشة هذه النقطة اذا كانت هناك ضمانات ملموسة". ولم يذكر التلفزيون مع اي بلد حصل هذا التوافق. واكدت إيران انها مستعدة للنقاش لكنها لم تكشف نواياها. فقد ضاعف القادة الإيرانيون التصريحات الغامضة حول "مقترحات" برازيلية وتركية او ذكروا بموقفهم من مسألة التبادل على الاراضي الإيرانية.
وقال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي السبت "تلقينا الكثير من المقترحات ونقوم بدراستها". واضاف ان "هناك ارادة لدى الجانبين بحل المشكلة والامور تسير بشكل ايجابي". وكان لولا دا سيلفا قد كد انه "متفائل" ازاء فرص التوصل الى مبادرة من جانب إيران لكن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف شكك في ذلك.
وقال الرئيس الروسي بعد محادثات مع نظيره البرازيلي "آمل فعلاً أن تكلل مهمة رئيس البرازيل بالنجاح. قد تكون هذه الفرصة الاخيرة قبل اجراءات نعرفها في مجلس الامن". وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من جهتها ان إيران لن تقدم "جوابًا جديًا" بشأن ملفها النووي، ما لم يتحرك مجلس الامن لارغامها على ذلك مشددة على ضرورة فرض عقوبات جديدة عليها. وقالت كلينتون في لقاء صحافي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ "اعتقد اننا لن نحصل من الإيرانيين على اي جواب جدي قبل ان يتحرك مجلس الامن".