اعلن وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو عن توصل تركياوالبرازيلوايران الى اتفاق حول اجراءات احياء عرض مبادلة اليورانيوم الايراني المنخفض التخصيب بالوقود النووي الذي قدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى طهران قبل عدة اشهر. واضاف داوود اوغلو في تصريحات صحفية له في العاصمة الايرانيةطهران "لقد تم التوصل الى اتفاق لتبادل اليورانيوم بالوقود النووي بعد 18 ساعة من المباحثات". واضاف الوزير ان بيانا رسميا قد يصدر صباح الاثنين بعد مراجعة الرئيس البرازيلي ونظيره الايراني محمود احمدي نجاد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لنص الاتفاق. وجاء الاعلان عن الاتفاق بعد انضمام اردوغان الى الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا الموجود في ايران في مسعى اضافي لايجاد مخرج للازمة بين الدول الغربية وايران حول الملف النووي الايراني. وسبق ذلك اعلان الناطق باسم الخارجية الايرانية ان انضمام اردوغان الى دا سيلفا مؤشر على احراز تقدم في المحادثات التي يجريها الاخير. وعرضت تركيا على ايران ان يتم تبادل اليورانيوم الايراني المنخفض التخصيب بالوقود النووي اللازم لتشغيل مفاعل ايراني مخصص للاغراض الطبية على الأراضي التركية. وكان اردوغان قد أعلن من قبل انه لن يتوجه إلى طهران معتبرا أن الإجابات الايرانية على محاولات التوسط التركية والبرازيلية غير كافية لكي يقوم بهذه الزيارة. تفاؤل وقالت اوساط الرئيس البرازيلي إنه لا يزال "متفائلا" وإنه يعتقد في إمكانية إيجاد مخرج للأزمة التي يثيرها الملف النووي الايراني. وقال مسؤول برازيلي رفض الكشف عن هويته لوكالة الأنباء الفرنسية إن "الرئيس لا يزال متفائلا فيما يتعلق بالمحادثات حول الملف النووي". وأضاف قائلا أن "المفاوضات مستمرة وينبغي الانتظار حتى نهاية المحادثات يوم الاثنين" قبل تقييم ما أسفرت عنه الوساطة التي تقوم بها البرازيل بين إيران والدول الكبرى. وعقد الرئيس البرازيلي صباح يوم الأحد محادثات أولية مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد كما التقى أيضا المرشد الأعلى للحمهورية آية الله علي خامنئي من دون ان تتطرق البيانات الرسمية حول هذه المحادثات الى القضية النووية. وانحصرت الإشارة الوحيدة الى الملف النووي في بيان نشر على الموقع الالكتروني للرئاسة الإيرانية وجاء فيه أن أحمدي نجاد "شكر" للولا "دفاعه عن حق الأمة الإيرانية ومواقفها لإصلاح النظام العالمي". وأضاف احمدي نجاد إن "الحقيقة هي أن بعض الدول التي تهيمن على المراكز الإعلامية والاقتصادية والسياسية في العالم لا تريد للدول الاخرى ان تتقدم. ولكن معا، نستطيع التغلب على هذه الظروف غير المنصفة ونحدث التغييرات". وترغب طهران في استغلال هذه الزيارة لكي تظهر امام المجتمع الدولي بانها مهتمة بالمساعي الدبلوماسية الهادفة الى تبديد القلق الدولي ازاء برنامجها النووي وتجنب فرض مزيد من العقوبات الدولية عليها عن طريق مجلس الامن. وقبل وصول دا سيلفا الى طهران بساعات قليلة اعلنت ايران انها على استعداد لدراسة مكان تبادل الوقود النووي باليورانيوم المخصب في حال تلقت ضمانات ثابتة. يذكر ان مكان التبادل هو الان العقدة التي تمنع تنفيذ العرض الذي قدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدولية والذي ينص على تسليم طهران ثلاثة ارباع مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب مقابل الحصول على الوقود النووي اللازم لتشغيل مفاعلها النووي المخصص للاغراض الطبية. فقد اشترطت طهران ان يتم التبادل على اراضيها وهو رفضته الولاياتالمتحدة وغيرها ومن الدول الغربية. ونقلت محطة تلفزيون "العالم" الايرانية الناطقة بالعربية عن الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين ماهمنبرست قوله ان هناك اتفاقا حول كمية اليورانيوم التي سيتم تبادلها وطريقة التبادل سواء كانت دفعة واحدة او على عدة دفعات. لكن ما لم يتم الاتفاق عليه حتى الان هو مكان تنفيذ التبادل وقال اذا "كانت هناك ضمانات قوية فان ايران على استعداد لبحث مسألة مكان التبادل". وكانت الولاياتالمتحدة وروسيا قد قللتا من فرص نجاح مساعي داسيلفا. والبرازيل عضو غير دائم في مجلس الامن الدولي حاليا وتعارض الجهود الامريكية الرامية الى فرض مزيد من العقوبات على طهران بسبب رفضها وقف عمليات تخصيب اليورانيوم كما ترتبط معها بعلاقات جيدة.