مازالت الأجواء الجدلية التي رافقت الإعلان مؤخرا ً عن فوز ريما فقيه، ذات الأصول اللبنانية، بلقب مكلة جمال الولاياتالمتحدة الأميركية، حديث الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة. وفي هذا السياق، تنشر اليوم صحيفة صنداي تايمز البريطانية تقريرًا تلقي فيه الضوء على الكثير من الملابسات التي أحاطت بهذا التتويج المثير، لكون الملكة المتوّجة مسلمة ولها جذور شيعية ويربط البعض بينها وبين حزب الله. وفي بداية حديثها، تقول الصحيفة إن فقيه لم تكن أول ملكة جمال لأميركا تتم محاصرتها بصور مفعمة بالحيوية من ماضيها، لكنها بالتأكيد أولى المُتوَّجات التي تدخل في جدل سياسي حول الإسلام الذي يوصف ب "المتطرف"، والعمل الإيجابي، وما يُقال عن العلاقات التي تربط أسرتها بتنظيم حزب الله السياسي وشبه العسكري في لبنان. وعلى الرغم من نفي فقيه لتلك التقارير التي ربطت بين عائلتها وبين حزب الله، إلا أن الصحيفة مضت لتؤكد على أن فوزها بالمسابقة تسبب في إثارة ضجة حول حدوث عمليات تلاعب بنتائج المسابقة لأغراض سياسية أو دعائية وحول حقيقة التطرف الديني. وفي الوقت الذي ردّت فيه فقيه على نشر صور لها وهي ترقص بشكل مثير، بالقول إنها لم تقم بأي أمر خاطئ، بيد أنه لم يكن من السهل عليها أن تزيل موجة الغضب التي تفجرت لدى التيار اليميني بشأن نتيجة مسابقة للجمال، ويعتقد البعض أنها ارتبطت بشكل أكبر بالتصحيح السياسي والحسابات التجارية عن الجاذبية الأنثوية. وفي هذا السياق، أدلت فقيه بتصريحات لمراسل التايمز من واشنطن، قالت فيها : "لو كنت خسرت المسابقة، لكان الناس قد أرجعوا ذلك لكوني مسلمة. إنه لأمر مضحك، لأنهم يقولون الآن بدلا ً من ذلك، أنكي ولكونك مسلمة، فقد تمكنتي من تحقيق الفوز". ثم تشير الصحيفة من جانبها إلى ذلك التعليق الذي تم نشره على شبكة الإنترنت، لدى الإعلان عن فوز فقيه بالمسابقة الأسبوع الماضي، وهو التعليق الذي نشره واحد من أبرز المنتقدين للإسلام الراديكالي في الولاياتالمتحدة، وأثار تبادلات غاضبة في الآراء بشأن نوايا المحكمين، وما إن كانت تستحق فقيه الفوز بتلك المسابقة أم لا. من جهته، نوَّه دانيال بايبس، مدير منتدى الشرق الأوسط ومستشار المحافظين الجدد السابق لحملة رودولف جولياني في الانتخابات الرئاسية عام 2008، إلى العديد من الأمثلة التي فازت فيها نساء مسلمات بمسابقات للجمال في بلدان غربية، من بينهن "سارة ميندلي"، التي فازت بلقب ملكة جمال نوتينغهام في عام 2005. وأضاف بايبس في هذا السياق قائلا ً :" كانوا جميعهن جذابين، لكن هذا التكرار المفاجئ في فوز المسلمات بمسابقات ملكات الجمال جعلني أشك في وجود شكل شاذ وغريب للعمل الإيجابي". وبما يتواكب مع الانتقادات التي وُجِّهت إلى فقيه على مدار الأيام القليلة الماضية، خرجت ديبي سكلوسيل، مُدونة أخرى تنتمي للتيار اليميني، لتصف ريما بأنها "ملكة جمال حزب الله"، وأشارت إلى أنها ( فقيه) نوع من أنواع أحصنة طروادة التي تهدف إلى تحسين صورة الشيعة المتشددين. وهو ما حدا بفقيه إلى الاعتراف أول أمس الجمعة بأنها قد سبق وأن تلقت تحذيرات بأن المنتقدين قد يكون لديهم تحفظ على مسألة تنافسها في مسابقة تعني باختيار ملكة جمال. وتابعت فقيه في هذا الشأن بقولها :" دعونا لا ننسى أن لبنان لديها مسابقتها الخاصة باختيار ملكة للجمال، وهي المسابقة التي يرغب الجميع هناك في أن يشاهدها كل عام. وأعلم أن كثيرين من اللبنانيين يشعون بالفخر والسعادة لفوزي باللقب". وفي غضون ذلك، نفت لارك ماري أنطون، الناطقة باسم مسابقة ملكة جمال الولاياتالمتحدة، تلك المزاعم التي تحدثت عن أن المسابقة قد تم تزويرها لأغراض سياسية أو دعائية. وفي الوقت ذاته، ندد عابد أيوب، المدير القانوني للجنة مكافحة التمييز العربية الأميركية بهذا الجدل، واصفاً إياه بالأمر المثير للاشمئزاز، وأضاف :" لم يتم الاكتراث بديانتها أو عرقها أثناء المسابقة .. فقد فازت وفقًا لمعايير الجمال والأناقة والبلاغة". بينما قالت رنا ( شقيقة ريما)، التي انتقلت مؤخرًا إلى لبنان، إن العائلة فخورة للغاية بما وصلت إليه ريما، رغم كل القوالب النمطية التي يوضع فيها العرب واللبنانيين. وتختم الصحيفة بقولها إن فقيه، التي تمتلك شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة ميشيغان، سوف تشارك في مسابقة ملكة جمال الكون التي ستقام في لاس فيغاس هذا الصيف، وتنقل عنها قولها "أعتزم دخول كلية الحقوق بمجرد أن أسلم التاج".