أعلنت وزارة الداخلية العراقية عن مقتل 14 عراقياً في سوق شعبية جنوب بغداد في هجوم شنه مسلحون على متاجر لبيع الذهب ومكاتب صيرفة. وكشفت عمليات بغداد أن «الهجوم نفذ بواسطة اسلحة كاتمة الصوت وقُتل أحد المهاجمين واعتُقل اثنان». وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية أمس إن «مسلحين قتلوا بالرصاص 14 شخصاً غالبيتهم من تجار الذهب في سوق مزدحمة في حي البياع جنوب غربي بغداد». وأكد المصدر مشاركة «عشرة مسلحين اقتحموا السوق المكتظة على رغم الحراسة المشددة التي تفرضها الشرطة عليه، وقتلوا 14 شخصاً غالبيتهم من أصحاب متاجر لبيع الذهب وصاحب مكتب صيرفة». وكشفت قيادة عمليات بغداد أن «الهجوم نُفذ بواسطة أسلحة كاتمة الصوت»، وأنها قتلت أحد المهاجمين وألقت القبض على «اثنين منهم». وقال الناطق الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا إن «هناك اجراءات أمنية مشددة اتخذت في منطقة الحادث حيث طُوق حي البياع بأكمله لاعتقادنا بأن المهاجمين ما زالوا ضمن هذه المنطقة». وطالب عطا «جميع المواطنين بالتعاون مع قوات الأمن والمساعدة في مطاردة المجرمين والإبلاغ عن أي معلومات يحصلون عليها». وفي الموصل، أفادت الشرطة أن مرشحاً فائزاً في الانتخابات من «القائمة العراقية» قضى في عملية اغتيال تعرض لها الليلة قبل الماضية. وأضافت أن سياسياً عراقياً انتخب لعضوية البرلمان عن «القائمة العراقية» بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي قُتل بنيران مسلحين في مدينة الموصل شمال العراق يوم الاثنين الماضي. وتابعت الشرطة أن بشار حامد العكيدي أُصيب بالرصاص في صدره في هجوم وقع أمام منزله في غرب الموصل، وتوفي بعدها بفترة قصيرة وأُصيب سائقه أيضاً.
ووجه أقارب العكيدي اتهامات بالتقصير للسلطات العراقية أثناء تشييع جثمانه يوم أمس. وقال ناظم محمود العكيدي (60 سنة)، عم القتيل: «نحمل المسؤولية كاملة لأجهزة الأمن ومحافظ نينوى (آثيل النجيفي) والقائمة العراقية خصوصاً اسامة النجيفي» زعيم قائمة الحدباء التي ينتمي اليها القتيل.
وتصاعدت التوترات في البلاد منذ الانتخابات غير الحاسمة التي أجريت في السابع من آذار (مارس) الماضي، والتي كان العراقيون يأملون بأن تجلب لهم حكومة مستقرة بعد سنوات من أعمال العنف الطائفية.
وفازت «القائمة العراقية» التي تضم خليطاً طائفياً بزعامة علاوي العلماني بالانتخابات البرلمانية بفارق مقعدين عن «ائتلاف دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي. ولأن أياً من هذين الفصيلين لم يحصل على مقاعد تكفيه لتشكيل حكومة، اضطر السياسيون للتفاوض من أجل تشكيل تحالفات تتمتع بغالبية برلمانية.
ودعا السياسي السني البارز أسامة النجيفي، وهو شخصية ذات نفوذ في محافظة نينوى الشمالية المضطربة، الى توفير حماية لقائمة «العراقية». وقال هاني عاشور المستشار الإعلامي ل «القائمة العراقية» إنها تدين «هذا العمل الإجرامي» وتعتبره جزءاً من حملة تستهدفها. وأشار الى أن هذه ليست المرة الأولى التي يُستهدف فيها أعضاء في «القائمة العراقية» ولن تكون الأخيرة.
وشدد على أن هذه حملة ضد القائمة العراقية من أجل تقويض دورها، مشيراً الى أن اثنين آخرين من مرشحيها قُتلا قبل الانتخابات.
يذكر أن العكيدي (33 سنة) رجل أعمال ويحمل درجة جامعية في علوم الحاسوب. وقال علي حسن، وهو من جيران العكيدي، إنه هرع الى الخارج عندما سمع اطلاق النار فوجد الاثنين على الأرض والفوضى تعم المكان. وأضاف أن أقارب العكيدي الذين كانوا معه قالوا إن المسلحين كانوا مترجلين.
وذكرت الشرطة أن القوات العراقية والأميركية طوقت المنطقة للبحث عن المسلحين وأُلقي القبض على شخص مشتبه به. ومعلوم أن العكيدي هو أول مرشح فائز يُقتل منذ الانتخابات على رغم ان موظفين حكوميين كثيرين ومسؤولين في الشرطة استهدفوا في هجمات قبل الانتخابات وبعدها.