سارعت شرطة نيويورك إلى تشديد الأمن على الفنادق في الولاية الجمعة عقب التفجيرات التي وقعت بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا وأودت بحياة 11 وأصيب فيها العشرات بجروح بينهم ثمانية أميركيين. كما سارع الرئيس الأميركي باراك أوباما بعرض المساعدة على إندونيسيا بشأن التفجيرات التي أدانها العالم. وقالت السلطات الأميركية إن الشرطة شددت إجراءاتها الأمنية على الفنادق الكبرى في نيويورك بعدما انفجرت قنبلتان في فندقين فاخرين بالعاصمة الإندونيسية.
وقال مفوض الشرطة ريموند كيلي إنه لا توجد معلومات عن تهديد مشابه في نيويورك، "لكن القاعدة عندنا الآن أن نتخذ هذه الاحتياطات".
وقال المتحدث باسم الشرطة بول براون إن سيارات دورية إضافية وضباطا أحاطوا بالفنادق الكبرى في واشنطن بعد نصف ساعة من تفجيرات جاكرتا.
وتتسم نيويورك التي تضم العديد من مناطق الجذب السياحي والتجاري التي تستقبل الملايين كل عام، بحساسية أمنية زائدة للتهديدات الأمنية منذ أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001.
المساعدة
وقد أدان الرئيس الأميركي اليوم تفجيرات جاكرتا، وقال في بيان له "إن الشعب الأميركي يقف بجانب نظيره الإندونيسي في هذه الأوقات الصعبة، والولايات المتحدة مستعدة لمساعدة الحكومة الإندونيسية في مواجهة هذه الهجمات الشائنة والتعافي منها".
وأضاف أوباما أن "هذه الهجمات أوضحت أن المتطرفين ما زالوا ملتزمين بقتل الرجال والنساء والأطفال الأبرياء من كل الأديان في كل البلاد".
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن وزارتها "تعمل على مساعدة المواطنين الأميركيين المصابين في التفجيرات".
وأوضح المتحدث باسم الوزارة بيغي كراولي أن ثمانية أميركيين ضمن عشرات المصابين في التفجيرات، لكن لم يسقط قتلى أميركيون.
وقال مسؤول أميركي آخر إنه لم ترد تقارير عن أن أيا من الأميركيين الثمانية يعانون من إصابات تهدد حياتهم، وأضاف أن العديد من الجرحى نقلوا جوا إلى سنغافورة للعلاج.
الضحايا
وارتفع عدد قتلى التفجيرات الأربعة التي هزت جاكرتا صباح الجمعة إلى 11 قتيلا. كما تسببت التفجيرات التي استهدف اثنان منها فندقين فخمين في إصابة 52 على الأقل، وتوقعت مصادر الشرطة ارتفاع عدد القتلى نظرا لأن عددا من المصابين في حالة خطرة.
وقال مسؤولون إن أربعة أجانب ضمن القتلى، بينهم رئيس الوحدة المحلية لشركة الإسمنت السويسرية تيموثي ماكاي النيوزيلندي.
وضرب الانفجار الأول فندق "ريتز كارلتون" وحطم واجهته بشكل كامل، في حين ضرب الثاني فندق ماريوت المجاور. وقال شاهد عيان إن الفاصل الزمني بين التفجيرين لم يتعد خمس دقائق.
أما الانفجار الثالث فكان نتيجة سيارة مفخخة انفجرت في شمال المدينة، كما وقع انفجار رابع عند بوابة الخط السريع شمال جاكرتا. وأعلنت الشرطة أنها عثرت على قنبلة أخرى في فندق ماريوت.
توعد
وندد الرئيس الإندونيسي سوسيلو يوديونو بالتفجيرات ووصفها بأنها عمل إرهابي، وتوعد باعتقال منفذيها وتقديمهم للعدالة.
وفي اتصال مع الجزيرة قال وزير الخارجية السابق علوي شهاب إن التفجيرات قصد منها التشويش على نتائج الانتخابات الأخيرة، مشيرا إلى أن استهداف الأجانب مقصود منه الانتشار الإعلامي.
أما الأمين العام لحزب العدالة والرفاهية الإندونيسي أنيس متى فذكر للجزيرة أن هناك اتهامات موجهة للقاعدة والجماعة الإسلامية بالوقوف وراء الهجمات.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هذه التفجيرات بشدة، وأعرب عن ثقته في أن تحقق الحكومة الإندونيسية في الهجمات وتقدم الجناة إلى العدالة "بنفس العزم الذي أبدته أثناء التعامل مع أعمال إرهابية سابقة".
كما أدان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو التفجيرات، وقال في بيان صدر نيابة عنه إن مثل هذه الأعمال تأتي عكس القيم السلمية النبيلة للإسلام.