السابعة والنصف بالتوقيت المحلي لجاكرتا كانت العاصمة على موعد مع الرعب .. دقائق معدودة فقط كان بإمكانها اعادة اندونيسيا الى مطلع القرن حين كانت التفجيرات السنوية، التي يقوم بها متشددون اسلاميون مرتبطون بالجماعة الاسلامية، ترهب البلاد. الاهداف هي فنادق فخمة يسكنها الأجانب في افضل احياء العاصمة الاندونيسية جاكرتا، حتى ان احد الفنادق، ماريوت، تعرض للهجوم من قبل. هذه المرة هزّ انفجاران العاصمة الاندونيسية جاكرتا يوم الجمعة الفائت استهدفا اثنين من أفخم الفنادق هناك،فيما دوى انفجار ثالث شمالي المدينة بحسب تقارير لاحقة وقنبلة في إحدى غرف فندق جي دبليو ماريوت لم تنفجر كما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول أندونيسي رفيع . دمار ورعب واختناقات مرورية بفعل اغلاق المنطقة من قبل الشرطة الاندونيسية ،فندقا ريتز كاريلتون وماريوت اضخم الفنادق في جاكرتا تحولت واجهاتهما حطاما في لحظة مرعبة... فندق ماريوت كان تعرض لانفجار مشابه في الخامس من اغسطس 2003 أسفر عن 12 قتيلاً ونسب الاعتداء حينها الى الجماعة الإسلامية التي يقصد بها شبكة تهدف الى انشاء دولة اسلامية جنوب شرق آسيا. ما جرى يقوض أمن أندونيسيا كما يقول الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ الذي تأتي الانفجارات بعد اسبوع فقط من اعادة انتخابه لجولة ثانية وفق نتائج جزئية حتى الآن. "سوف يترك هذا العمل الإرهابي آثاراً واسعة على اقتصادنا وتجارتنا وسياحتنا وصورتنا في أعين العالم." يقول الرئيس : المعلومات الأولية تشير إلى وقوف مجموعة إرهابية وراء هذين التفجيرين وسوف يتم اعتقال ومحاكمة من نفَّذ هذه الهجمات وخطط لها، وذلك وفقا للقانون". وزير الأمن الأندونيسي اوضح أن شخصاً نيوزيلندياً كان من بين القتلى وأن 13 أجنبياً آخرين أُصيبوا في الانفجارين اللذين هزََّا فندقي ريتز كارلتون وماريوت في المدينة.. أندونيسيا والتفجيرات رفقة في الألفية الجديدة كما يبدو ففي 2002 أسفرت الهجمات على جزيرة بالي السياحية عن مقتل 200 شخص، وفي 2003 تعرض فندق ماريوت للهجوم الاول، وفي 2004 تعرضت السفارة الاسترالية لهجوم، و بعد ذلك بعام فجر انتحاريون انفسهم في مطاعم على الشاطئ في بالي ايضاً التفجير الأخير يحمل نكهة تفجيرات سابقة في اندونيسيا والطريقة تبدو ذاتها المألوفة، اذ تقول التقارير الاولية انه عثر على جثتي انتحاريين في احد مواقع التفجيرات كان هجوم 2002 سبّب انقساماً داخل الجماعة الاسلامية، إذا انشق من أيدوا ذلك النوع من الهجمات على اهداف مدنية ليشكلوا وحدات اصغر اكثر تشدداً. احد ابرز تلك التكوينات جماعة يتزعمها شخص يدعى نورالدين محمد توب، وهو لايزال هارباً رغم حملة بوليسية طويلة الأمد لإلقاء القبض عليه لكن انشطة التجنيد لا تزال مستمرة كما يبدو فالحركة وبحسب الشرطة الاندونيسية لم يقض عليها تماماً بعد.