نجح تنظيم القاعدة في تكييف رسالته في اليمن لاستغلال التظلّمات المحلية. ومع ذلك، فإن الجهاد العنيف الذي يدعو إليه ليس مقبولاً على نطاق واسع من قبل اليمنيين في هذه المرحلة، وثمة فرصة محدودة لاتخاذ خطوات لتقويض نفوذ تنظيم القاعدة. إن الاستراتيجية الفعّالة لمكافحة تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب يجب أن تحدّد مدى تأثير رسالة التنظيم على اليمنيين، وترسم السبل التي على مؤسسات الدولة اتّباعها لمعالجة الشكاوى الضمنية. هذا ما يخلص إليه أليستير هاريس في دراسة جديدة. التوصيات تجنّب الاعتماد المُفرَط على القوة الخشنة. في حين يبدو واضحاً أن لكلٍّ من الجيش والجهات المُكَلَّفة تطبيق القانون دوراً يؤدّيه، يجب تجنّب سقوط ضحايا من المدنيين، وعلى العمليات الأمنية التي يقودها اليمنيون أن تكون جزءاً من نهج شامل يعطي الأولوية للقوة الناعمة. فهم رسالة القاعدة في شبه جزيرة العرب بشكل أفضل. من خلال معرفة كيفية تواصُل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ولماذا ينجذب السكان المحليون إلى رسالته، يمكن للحكومة أن تستجيب للتظلّمات بفعالية أكبر، وتستغلّ أي تناقضات في أسلوب رواية القاعدة للأحداث. دعم الاستجابات التي تقودها أطراف محلية. بغية مواجهة تواجه خطر الإرهاب في اليمن، على الحكومة تحسين فعالية المشاركة المحلية، والاستجابة، والصدقية، وتقديم الخدمات. ويكتب هاريس: "بما أنها مكمّلة للأنشطة الاستخباراتية محدّدة الأهداف، وأنشطة تطبيق القانون التي يقودها اليمنيون، فإن الإستراتيجية الفعالة لمكافحة القاعدة في شبه جزيرة العرب يجب أن تسعى إلى فهم مدى تأثير رسالة التنظيم على المجتمعات المحلية اليمنية وسبب هذا التأثير، وكيف يمكن لمؤسسات الدولة معالجة التظلّمات الحقيقية أو المُتصوَّرة التي عبّر عنها التنظيم". (مركز كارنيغي للشرق الاوسط)