" مش تمام .. يا فندم " ، أن يموت المبدعون عرفات مدابش اليمنيون وهم في عز عطائهم .. نعم الموت حق وله ساعته المحددة ، لكن الأسباب تسبق ، وفي حالة زميلنا يحي علاو ، رحمه الله وغفر له واسكنه فسيح جناته ، وغيرها من الحالات ، كانت الأسباب بادية للعيان ولم تقم الدولة بدورها تجاهه ، كما هو الحال مع العامة إلا من كانت " العين باردة عليه " !! . لقد مات يحي علاو لأن الدولة لم تقم بمعالجته ، وهناك كثيرون يموتون يومياً ، لذات السبب ، لكن أن يعاني مبدع ، كعلاو ، وينهش جسده المرض ولا تكتفي الدولة بعدم القيام بواجبها ، بل تقطع عنه مصدر رزقه بان توقف وزارة الإعلام مرتبه لعام كامل وهو يصارع المرض ، فهذه جريمة ، ربما ساهمت في تدهور حالته النفسية ، ثم الصحية !! . " مش تمام " ، السكوت عما يجري ، من تقصير وزارة الصحة والسكان .. والله اسم " مش على مسمى " ، في رعاية السكان وتركهم عرضة للأمراض تنهشهم وتقضي عليهم ! . " مش تمام " ، لان " القاصي والداني " يعرف أن المستشفيات ، في اليمن ، باتت مسالخ بشرية ، الحكومية منها والخاصة ، يدخل إليها المريض راجلاً ، فيخرج محمولا في نعش ، سواء ادخل إلى غرفة ال " إن .. عاش ؟! " ، أو لم يدخل إليها !! مستشفياتنا وعن أية طامة حلت بنا نتحدث ، على الورق يفترض أن تقدم الخدمات الطبية مجاناً ، وعلى ارض الواقع يتم سلخ المريض في جسده وجيبه وجيوب مرافقيه والمواطن اليمني يقول " مش مشكلة عشان العافية أهم شي " ، وهو الموت أو الإعاقة بمختلف صورها !! . " مش تمام " ، أن نواجه هذه المثالب في المستشفيات العامة : - انعدام الكفاءات الطبية المهنية الممتازة والجيدة . - أن لا يقدم المشفى حتى مجرد حبه " أسبرين " للمريض إلا بفلوس . - أن يشتري المرضى أدويتهم من الصيدليات الخاصة . - أن يدفع المرضى أجور الأسرة التي يرقدون عليها بأسعار فندقية .
- أن تجد بعض الأطباء " زي تجار الجملة والحراج " ، العيادات أشبه بدكاكين ومحلات إيرادية ، لا إنسانية ، ويتركوا مهامهم الإنسانية في خدمة المواطن وإنقاذ حياته ، بعد أن تكفلت الدولة بتعليم هؤلاء الاطباء .
- أن يكون مرتب الممرضة الهندية ، أكثر من مرتب الطبيب اليمني .
" مش تمام ، أن يعاني ويموت اليمنيون من أمراض ما انزل الله بها من سلطان ، ومن أخرى ، باتت عادية جداً وعلاجها سهل وبسيط . " مش تمام " ، أن يفتح الباب على مصراعيه ل : - فتح عيادات ومستوصفات خاصة لا تطابق الشروط والمعايير الدولية .
- ( استيراد ) من يمكن وصفهم ب " دكاترة تحت الطلب " ، من دول عربية وغير عربية .
- أن لا يتم التدقيق والمراجعة والتأكد من صحة وثائق الأطباء المحللين و ( المستوردين ) ، وأيضا من مدى كفاءاتهم .
- أن تصبح صنعاء عاصمة اليمن ، وغيرها من المدن ، بازاراً لتسابق المشعوذين والنصابين تحت مسمى " الطب البديل " ، بفتح عيادات ب "يافطاتٍ " بارزة ل " علاج كافة الأمراض " !! ، بالأعشاب وبقراءة القرآن و " إخراج الجن " ومعالجة مسهم !!! .
- أن لا تكون هناك إجراءات رادعة لمن يرتكبون الأخطاء الطبية في المشافي .
- أن لا يتوقف مسلسل التهريج والدجل والشعوذة ونحن في القرن الحادي والعشرين ، عصر العولمة.
- أن ترجع اليمن إلى عهود الإمامة والتخلف والقطرنة !! .
" مش تمام .. يا فندم " ، كل ما يحدث في مجال الطب وأن يهمل المرضى أمام أبواب المستشفيات ولا يعالجون إن لم يكونوا " قبايل " أو " تجار " أو نافذين ! " مش تمام " ، أن يعالج علية القوم في الخارج العربي أو الغربي ومن سواهم يموت خطأ وكمداً وحسرة وفقراً . " مش تمام " ، أن تسرق أعضاء بشرية من مرضى في هذا البلد العربي المسلم . يا " فندم " يحي علاو مات وقبله كثيرون جراء ما سلف ذكره ، لكن " مش تمام " ، الاستمرار في ارتكاب الأخطاء ، ليموت آخرون ، الوطن في أمس الحاجة إليهم !! ( يتبع ) ....