إنها ارادة الله ان تكتب الشهادة للاخ محمد بن صالح الشايف الذي انتقل من الحياة الدنيا الفانية الى حياة الخلد من جوار الانسان الى جوار الخالق الاعظم رب العالمين مع الانبياء والشهداء قال تعالى «ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل احياء عند ربهم يرزقون» صدق الله العظيم، في ظهر يوم السبت الموافق 5/6/0102م ابلغني صديق بأستشهاد أخي وصديقي الغالي العقيد الركن محمد بن صالح بن حسن الشايف اركان حرب اللواء «513» مدرع بمأرب اثناء اداء الواجب الوطني في طريق مفرق صافر حريب بالقرب من مطب عذبان الذي لقى ربه واستشهد معه واحد من افراده واصيب الآخرون بجروح بالغة وخطيرة على ايادي آثمة ولحظات يصعب على المرء الصمود امام هذه الفاجعة خاصة في نفوس من عرف هذا الانسان الجميل البهي روحاً وقلباً وممن كان يعيد الثقة بأن هناك حباً ووفاءً وصدقاً واخلاصاً في ربوع هذا الوطن الغالي. لقد كان مثالاً للانسان المثالي الذي تجسدت في شخصيته الشجاعة والوفاء وكل معاني المثل الرفيعة للانسان وكان يحمل اصدقاءه في قلبه رحمة الله عليه وإني اجد النفس لتعجز على التعبير عن مآثر فقيد الوطن كون ما سأقوله قليلاً امام مقامه العظيم فالمجلدات وقواميس الكلام لا تتسع لكل ما سطره صديقي واخي طوال حياته بالتضحية والنضال والفداء في سبيل الدفاع عن الوطن ووحدته وامنه واستقراره منذ نعومة اظافره وممن سبقوه من آبائه واجداده واخوانه من قبيلة آل الشايف الذي كان لهم شرف النضال والتضحية في سبيل الدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة وقارعوا النظام الامامي الاستبدادي الرجعي المتخلف وقدموا خيرات رجالها وابنائها ولازالوا يقدمون الكثير والكثير في سبيل هذا الوطن ولا ابالغ اذا قلت بأني قد اصبت بصدمة زلزلت كياني عندما سمعت بخبر رحيل اعز الاعزاء الذي كان يمتعنا بدعباته وعبارته المؤثرة التي لا تنسى ويشهد الله ان صورة الفقيد حاضرة في عقلي ومخيلتي لا تفارقني لحظة كيف تبدلت تلك الحيوية الفذة والنور المتوهج ..؟ الى جثة هامدة .. حزناً عميقاً لفراق اخ وصديق وقائد محنك، شجاع يمثل رحيله خسارة وطنية كبرى عرفته جبال اليمن بإمتدادها الكبير وعرفته وديانها وسهولها وصحاريها في ميادين الشرف والبطولة والثبات في الشدائد والنوائب ، لقد امتلك هذا القائد الفذ الصفات القيادية والنادرة في القائد الناجح الذي تميز بالذكاء والفراسة والحلم والصبر والشجاعة والقناعة اضافة الى ثقافته العالية وايمانه المطلق بأهداف الثورة اليمنية والولاء الوطني وتجربته الطويلة في الميدان والادارة . لن ينساك الوطن يا فقيدنا الغالي ولن ينساك اصدقاؤك واحباؤك وزملاؤك وكل من عرف شخصيتك لن ينساك فخامة الاخ الرئيس القائد المناضل علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة وما تلك الجموع التي جاءت من كل ربوع الوطن واحتشدت خلف جنازتك إلا لوداعك يا شهيد الوطن وتقديم العزاء وما تلك الدموع التي سالت عند قبرك ما هي إلا تعبيراً صادقاً عن حبك للناس وحب الناس لك . ايها الانسان التقي والرجل الشجاع والقائد المحنك والمثقف الجميل لقد نحت اسمك في صميم كل قلب وفوق كل صخرة وسطرت اروع المآثر البطولية والذكريات الخالدة التي ستكتب بأقلام من نور حتى لو كره المجرمون ولو كره الارهابيون اعداء الوطن واعداء الامن والتنمية. ايها الشامخ شموخ جبال برط لقد كتب الله لك الشهادة وانت تؤدي أشرف الواجبات الوطنية المقدسة فوق ربوع الصحراء وذرات الرمال تنسج راية الامن والسلام في ضوء كل شمس وحتى آخر لحظة من حياتك عمرك الشباب حتى ولو على حساب قطرات دمك الطاهرة التي امتزجت بذرات رمال هذا الوطن في سبيل الدفاع عن امنه واستقراره حتى ولو على حساب فراق فلذات اكبادك يا ابا زياد والرشيد واسامة والزبير الذين لم يتجاوزوا اعمار الزهور وان رحلت بجسدك الطاهر فإنك ستبقى خالداً في كل قلب نقتفي من سيرك ومثلك واخلاقك العالية. ولم يكن الرحيل خسارة على آل الشايف بقدر ما هو خسارة على الشعب اليمني بأسره والقوات المسلحة.. رحم الله فقيدنا الاخ والصديق الغالي على قلوبنا سألين الله سبحانه وتعالى ان يسكنه فسيح جناته وان لا يرى أهله من بعده مكروهاً..«إنا لله وإنا اليه راجعون».