أعلن عالم بريطاني أنه طوّر حقنة تساعد على القضاء على معظم الأورام الخبيثة القاتلة مثل سرطان البنكرياس والثدي والمبيض والمثانة والأمعاء وعنق الرحم. وقال مطؤّر الحقنة، البروفيسير راي اليس من جامعة ميدلسيكس في لندن، ان هذا الدواء الذي تم اختباره على المرضى يعمل على تقليص الاورام ومنعها من الانتشار. وقال ان بوسع العقار الجديد إنقاذ حياة الاف المرضى في السنة، معربا عن اعتقاده انه قد تكون في متناول المرضى خلال خمس سنوات.
ويذكر أنه بالرغم من التقدم الطبي الهائل بفضل وسائل التكنولوجيا الحديث، فإن الأورام الخبيثة الستة المشار اليها أعلاه تودي بحياة 40 ألف شخص سنويا في بريطانيا. وأكثر الأورام الخبيثة انتشارا هنا هو سرطان الثدي الذي تشخص به 45 ألف بريطانية سنويا ويودي بحياة ألف امرأة كل شهر.
ويؤدي سرطان البنكرياس، الذي راح ضحيته الممثل السينمائي الأميركي باتريك سوايز مؤخرا، 7600 مريض به في المتوسط. وهذا من أشرس أنواع الأورام الخبيثة واحتمال حياة المصابين به فترة 5 سنوات بعد التشخيص به لا تتعدى 3 في المائة. ويقتل سرطان المثانة، وهو الرابع في سلسلة السرطانات المميتة في بريطانيا، 5 آلاف شخص.
ونقلت صحيفة "ديلي ميل" الصادرة الاثنين عن البروفيسير اليس قوله إنه بنى حقنته الجديدة على أكتاف أبحاث سابقة توصلت الى أن معظم السرطانات الشرسة تنتج هرمونا بسمي "hGG" لا يوجد شبيه له عادة الا في فترة الحمل، ولهذا فهو يشكل جزءا من وسيلة تشخيص الحمل نفسه. ويقول إن الجسم ينتج هذه الهرمون في عدد من حالات سرطان الثدي والأمعاء والمبيض وعنق الرحم. لكن الجسم يضخّه في حوالي نصف حالات إصابته بسرطان البنكرياس أو المثانة وهما أشرس أنواع السرطان على التوالي. والحقنة الجديدة، التي يتم تطويرها بالاشتراك مع شركة الأدوية الأميركية "سيلديكس ثيرابيوتيكس"، تعزز مقاومة الجديدة بحيث تصبح قادرة على محاربة هرمون hGG والنجاح في تقليصه ومنعه من الانتشار. وهذا هو المهم لأن انتشار السرطان الى أعضاء الجسد الأخرى هو الذي يؤدي الى الوفاة التي يبلغ معدلها في بريطانيا من سائر أنواع السرطان 155 ألف شخص سنويا. ويقول البروفيسير اليس إن أهمية العقار الجديد هي أن استخدام الجراحة والعلاج الكيماوي سيصبح علاجا ناجعا بفضل قدرة العقار الجديد على منع انتشار السرطان في الجسد. وأضاف قوله إن التجارب التي أجريت على الحيوانات أثبتت فعاليته الممتازة، وإن تلك التي أجريت على البشر أثبتت أنها مأمونة ولا أعراض جانبية مضرة لها على الأقل. وقد تلقى الآن 60 رجلا وامرأة شخّصوا حديثا بالإصابة بسرطان البنكرياس أو المثانة هذه الحقنة وستتابع حالاتهم لمعرفة مدى فعاليتها. وستبقى ايضا الحاجة لمزيد من التجارب قبل قرار تعميمه لاستخدام المصابين بأي من الأورام الخبيثة وسط الجمهور العريض. وقال البروفيسير اليس إن العقار الجديد يفتح الباب الى الأمل في التوصل الى علاج ناجع لهذا المرض الذي حار العلم إزاءه حتى الآن.