أضحت مريضة بريطانية تعاني السرطان، أول شخص في العالم يستفيد من تقنية زراعية جديدة يرى الأطباء أنها قد تغير علاج آلاف الأشخاص . والجزء المزروع هو مضخة مصممة لإزالة السوائل المتراكمة في الجسم التي تسببها كثير من أنواع السرطانات . والمعروف أن الخلايا السرطانية تفرز سائلاً يسمى سائل الاستسقاء "أو الحبن"، وهذا السائل يتراكم في الجسم، ويسبب ضيقاً وحالة من عدم الارتياح . وفي هذه الحالة يذهب المرضى للمستشفى لسحب ليترات عدة من هذا السائل، وهذا إجراء يمكن أن يستغرق أياماً عدة . بيد أن هذه المضخة الجديدة تفرغ السائل في المثانة، حيث يخرج بصورة طبيعية مع البول . وقبل أسبوعين، باتت امرأة بريطانية تعاني سرطان المبيض، أول مريض في العالم تزرع له هذه المضخة . وهذه السيدة التي تبلغ من العمر 62 عاماً، كانت تعاني كثيراً لأنها كانت تضطر لسحب 5 ليترات من السائل من معدتها كل أسبوع . يشار إلى أن نحو ثلث النساء المصابات بسرطان المبيض يتعرضن للحبن "تراكم السائل في المعدة" . كما يمكن أن تسبب سرطانات الأمعاء والبنكرياس والرحم والثدي هذه المشكلة . والمضخة التي تم زرعها والمعروفة باسم "ألفا"، يمكنها أيضاً تزويد الأطباء بوسائل جديدة تتيح لهم متابعة ورصد تطور سرطان المبيض بتسهيلها لعملية الفحص المنتظم للخلايا السرطانية من السائل الحبني الذي يخرج مع البول من دون الحاجة لأخذ خزعة نسيجية . ويقول الأطباء إن الإيجابيات التي تتيحها المضخة تسمح برصد التغيرات في حالة المرض، وبالتالي تصميم برنامج أو خطة علاجية تناسب كل مريض على حدة . ومن المقرر أن تبدأ قريباً، تجربة إكلينيكية على هذه المضخة، فإذا كتب لها النجاح فإنها قد تغير طرق وأساليب معالجة كثير من أنواع السرطان، علماً بأن المضخة نفسها سبق استخدامها لعلاج مرضى الكبد . ويقول البروفيسور هاني جبرا، مدير مركز أبحاث سرطان المبيض في المملكة المتحدة، إنه وبالرغم من أن المضخة استخدمت على مريض بسرطان المبيض، إلا أننا ندرك تماماً أن تراكم السائل الحبني، أمر شائع في أنواع مختلفة من السرطان . وأضاف قائلاً: "توفر مضخة ألفا فرصة جيدة لمتابعة ورصد مرضى سرطان المبيض عن قرب أكثر، وتسمح للأطباء بتصميم وتنفيذ خطط علاجية تناسب كل مريض على حدة" . وأعرب البروفيسور جبرا عن أمله بأن تحدث هذه التجربة اختراقاً كبيراً في أساليب معالجتنا لسرطان المبيض . ووصف الجهاز، الذي يوضع تحت الجلد من دون أسلاك، بأنه أصغر من الأي بود . وقال خبراء صحة إنه يمتلك فرصة واعدة لتحسين حياة النساء المصابات بهذا المرض .