حرصت تشاد على طمأنة الرئيس السوداني عمر البشير أن بامكانه المجيء بأمان إلى تشاد التي يتوقع وصوله اليها مساء الاربعاء وانها ملتزمة بقرار الاتحاد الافريقي عدم التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية رغم اعترافها بها. وغادر الرئيس البشير الخرطوم بعد ظهر الأربعاء متوجها إلى تشاد، كما أكد مصور فرانس برس. وبعد خمس سنوات من النزاع عبر حركات متمردة ناشطة في كلا البلدين، بدأ السودان وتشاد عملية تقارب بهدف تطبيع العلاقات ووقعا منتصف كانون الثاني/ يناير في نجامينا اتفاقا مذيلا ببروتوكول لتأمين الحدود. ومنذ ذلك الحين، أعلنت تشاد التزامها بموقف الاتحاد الافريقي، كما أكد وزير الخارجية التشادي موسى فقي محمد لفرانس برس قبل وصول البشير المتوقع في الساعة (16,00 ت غ) للمشاركة في قمة دول الساحل والصحراء في نجامينا الخميس. وقرر الاتحاد الافريقي عدم التعاون مع المحكمة الجنائية بعد اصدارها في 2009 أول مذكرة توقيف بحق البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور، وهو موقف لم يتغير اثر اصدار المحكمة مذكرة ثانية الاسبوع الماضي اضافت الى التهم الاولى تهمة الابادة. ويشهد اقليم دارفور غرب السودان والمحاذي لتشاد منذ 2003 نزاعا معقدا اسفر عن مقتل 300 الف شخص وفق الاممالمتحدة، وان كانت الخرطوم تؤكد ان عدد القتلى لا يتجاوز عشرة الاف. لكن النزاع تسبب كذلك بتشريد نحو مليونين و700 الف شخص من قراهم. وقال وزير خارجية تشاد لوكالة فرانس برس، السودان بالنسبة لنا عضو في مجموعة دول الساحل والصحراء. واضاف فقي محمد إن البشير مدعو إلى هذه القمة بصفته رئيس دولة عضو في مجموعة دول الساحل والصحراء وليس له أن يقلق. نحن ملتزمون بموقف الاتحاد الافريقي. وتابع فقي محمد: الجميع يعمل من أجل حل الأزمة في دارفور وليس من الملائم اضافة اتهامات أخرى لتعقيد الوضع. والاولوية بالنسبة الينا هي السلام في السودان. وكان الوزير أعلن في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) في أي حال عليه (البشير) أن يكون مطمئنا من ناحية تشاد. وقام الرئيس السوداني بزيارات إلى الخارج على رغم مذكرة التوقيف ضده، لكن هذه الزيارة ستكون الاولى إلى بلد يعترف بالمحكمة الجنائية الدولية، كما أفاد مسؤولون سودانيون. ووقعت تشاد وثيقة روما التي اسست المحكمة الجنائية الدولية وهي نظريا مطالبة بتوقيف المشتبه بهم الذين تلاحقهم المحكمة لدى مرورهم بأراضيها. ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش تشاد إلى طرد البشير أو اعتقاله، وإلا حصلت على تنويه معيب، باعتبارها أول بلد عضو في المحكمة الجنائية الدولية يؤوي مجرم حرب تلاحقه المحكمة. وتأتي زيارة البشير إلى تشاد غداة طرد السودان ثلاثة من أبرز قادة التمرد التشادي هم تيمان ارديمي ومحمد نوري وادوما حسب الله. وأكد عبد الرحمن كلام الله المتحدث باسم اتحاد قوى التمرد التشادية لفرانس برس أن القادة الثلاثة غادروا السودان مساء الثلاثاء. القادة الثلاثة تيمان ارديمي ومحمد نوري وادوما. وأفادت مصادر مقربة من الملف أن القادة الثلاثة غادروا إلى الدوحة. ويأتي طردهم تماشيا مع منع تشاد زعيم حركة العدل والمساواة خليل ابراهيم من دخول أراضيها وإعادته إلى ليبيا. وكان اتحاد قوى التمرد التشادية يتخذ من دارفور غرب السودان قاعدة خلفية لعملياته. وقال المتحدث باسم حركات التمرد التشادية كلام الله ان طرد القادة الثلاثة يأتي في اطار مساعي تشاد والسودان لتطبيع علاقاتهما. واضاف: النضال مستمر، هذا لن يؤثر على ارادتنا.. رغبتنا ليست في البقاء في الخارج وانما في الذهاب إلى تشاد. قواتنا ستدخل إلى الأراضي التشادية، هذا لا يتوقف على تشاد أو السودان وانما على قرارنا نحن.