أعلن في صنعاء ,أمس ,عن ائتلاف برلماني " من أجل التغيير " والذي ضم شخصيات برلمانية بارزة ونوعية من مختلف الكتل السياسية والمحافظات برئاسة الدكتور عبد الباري دغيش , النائب البارز في كتلة الأغلبية سابقا ، الذي أعلن استقالته من المؤتمر الشعبي العام بعد مذبحة جمعة الكرامة. وقد اعلن عن الائتلاف رسميا في صنعاء ، بحضور حشد كبير من القادة السياسيين والزعامات الاجتماعية المختلفة ، بما فيهم نوابا من حزب الرئيس نفسه. ويهدف الائتلاف ، الذي يعد التطور الأهم في سيرة البرلمان اليمني على امتداد تاريخ التعددية السياسية في البلاد ، حيث وهو قائم على مبدأ الانحياز للشعب ومتحرر من المرجعية الحزبية الضيقة . ويتشكل الائتلاف من الكتل السياسية التالية : كتلة الأحرار التي تشكلت بعد استقالة اكثر من 60 برلمانيا مؤتمريا ، وكتلة اللقاء المشترك المعارض ، ومن المستقلين الذين لا ينتمون لاحزاب سياسية. وقال مصدر في الائتلاف ان الانتماء اليه مفتوح ومطلوبا امام نواب المؤتمر انفسهم ، الذين قال النائب العمراني انهم باتوا مقتنعين بضرورة التغيير في اليمن. والعمراني هو الناطق الرسمي باسم الائتلاف ، فيما النائب الحضرمي احمد الصويل والنائب البارز في كتلة المشترك عبد الرزاق الهجري نائبان للرئيس. وأعلن في حفل التدشين الرسمي ، امس ، اسم رجل الأعمال المعروف ورئيس اللجنة المالية فتحي توفيق عبد الرحيم مسؤلا للعلاقات ، في حين انتخب عبد الله المقطري مقررا وعبد الحميد حريز مسؤولا إداريا وماليا ، كما ويتولى الدكتور الجامعي والنائب البارز في اللجنة الدستورية محمد يحيى الشرفي مسؤولا قانونيا. ويمثل هذا الائتلاف البرلماني ، في نظر المتابعين للشأن البرلماني ، تطورا مهما ، وملمحا من ملامح البرلمان في المرحلة الراهنة. وقد لاقت فكرة الائتلاف ترحيبا واهتماما بالغين في الاوساط السياسية والبرلمانية ، ومثلت بالنسبة للرئيس صالح ضربة قوية في هذه الظروف التي يعيشها. وطبقا لمصادر مؤكدة فان الائتلاف سيصعد من أدائه البرلماني على أساس وطني داعم ومساند للتغيير. وبالرجوع الى الحافظة اليومية فان الرقم البرلماني الذي التأم أمس في فندق رمادة حدة ، كان أعلى بكثير من الرقم الذي على أساسه وبه تفتتح جلسات البرلمان هذه الأيام ، حيث ولم يتبقى ملتزما بمبدأ الحضور الإجباري سوى عدد قليل من النواب الذين تتكرر لقاءات الرئيس بهم كل أسبوعين لرفع معنوياتهم من اجل البقاء الى جواره. بالنسبة لرئيس المجلس اللواء يحيى علي الراعي فان العبئ في هذه المرحلة صار ثقيلا ، فهو كما يبدو مجبر ومضطر لان يفتتح جلسات ناقصة كل يوم لكي لا يبقى باب البرلمان مغلقا .. لكن الرجل الذي يجهد نفسه هذه الأيام لإرضاء الرئيس ينتابه الإحباط ظهر كل يوم . حيث وعدد الحضور يتناقص ويتزايد ، ويبدو ان قدرته على الصبر باتت تنفذ. وطبقا لمعلومات أكيدة فان عدد من يحضرون جلسات البرلمان هذه الايام لا يبلغون ال70 فضلا عن الذين يصوتون على مشاريع قوانين بأقل من 30 نائبا. وبالعود الى لائحة البرلمان اليمني فانها تحضر على المجلس ان يفتتح اية جلسة الا بنصاب لا يقل نصف اعضاء المجلس (كحد ادنى) وبالتالي فان ما يحصل اليوم هو انتهاك صارخ لمواد هذه اللائحة ، وهو ما سوف يعزز قناعات المتبقين في كتلة الاغلبية بالانضمام الى زملائهم في هذا الائتلاف.