أدانت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، الاستخدام المكثف للقوة ضد المعارضين للحكومة في اليمن. والذي أدى وفق ما ذكرت التقارير إلى مقتل عشرات وجرح مئات جراء استخدام الرصاص الحي في الأيام الأخيرة. وقالت بيلاي إن مكتبها تلقى تقارير، يتم التحقق من صحتها بشكل كامل، مفادها أن أكثر من خمسين شخصا قتلوا في مدينة تعز منذ يوم الأحد الماضي على أيدي قوات الحرس الجمهوري وعناصر أخرى مرتبطة بالحكومة الذين دمروا بالقوة مخيم المحتجين في ساحة الحرية باستخدام خراطيم المياه والجرافات والذخيرة الحية، وتفيد التقارير بأن مئات آخرين جرحوا. وقالت بيلاي في بيان صحفي صدر عن مكتبها اليوم الثلاثاء، وحصل المصدر أونلاين على نسخة منه، إن مثل هذه الأفعال المستهجنة من العنف والهجمات العشوائية على مدنيين عزل من قبل عسكريين مسلحين يجب أن تتوقف فورا، وحثت جميع الأطراف على وقف استخدام العنف، وذكّرت الحكومة اليمنية بمسؤوليتها لضمان الحقوق الأساسية لكافة المواطنين وحماية هذه الحقوق. ونبهت بيلاي في بيانها إلى التقارير تحدثت عن قيام قوات الأمن باحتلال مستشفى الصفا في تعز فيما تم حرق المستشفى الميداني في ساحة الحرية، وأن الوصول محدود جدا إن لم يكن معدوم لخدمات الرعاية الصحية الطارئة، وشددت المفوضة السامية لحقوق الإنسان على ضرورة توفير الرعاية الصحية المناسبة لكل من يحتاجها وأن الحكومة ملزمة بذلك مؤكدة على ضرورة عدم استهداف العاملين في المجال الصحي والمنشآت الطبية من قبل قوات الأمن. وأضافت بيلاي أن ما لا يقل عن مئة شخص تم اعتقالهم نهاية الأسبوع في تعز فيما اعتبر عشرات آخرون في عداد المفقودين. ودعت بيلاي الحكومة للتحقيق في حالات الاختفاء والتقارير المتعددة التي تلقاها موظفوها حيال المعاملة السيئة والتعذيب والقتل وجلب المسؤولين عن هذه الأفعال للعدالة، مشددة على ضرورة عدم لجوء الحكومة للاعتقالات التعسفية وغير القانونية وطالبت بإطلاق سراح الأفراد الذي تم اعتقالهم خلال ممارسة حقوقهم في التظاهر السلمي والتعبير فورا ودون تأخير. وأشارت نافي بيلاي إلى أن الوضع الإنساني في العاصمة اليمنية صنعاء لا زال صعبا حيث تواصل قوات الأمن استخدام القوة في تفريق المحتجين في المدينة، مؤكدة على الحاجة للمساءلة عن هذه الأحداث ومشيرة لعدم حدوث أي تقدم في تقارير اللجنة العليا التي عينتها الحكومة للتحقيق في الأحداث التي شهدتها ساحة الاعتصام قرب جامعة صنعاء في الثامن عشر من شهر آذار/مارس الماضي. وقال بيلاي إن مكتبها تلقى كذلك تقارير عن الأوضاع الصعبة في مدينة زنجبار الجنوبية الساحلية حيث أفادت تقارير بمقتل عدد من الجنود وجرح عشرات آخرين في معارك تجري في اليومين الأخيرين بين جماعات مسلحة وقوات الأمن. وعبرت بيلاي عن قلق خاص حيال تقارير عن حدوث هجمات عشوائية بما في ذلك قصف تقوم به القوات الحكومية في المدينة. وقالت بيلاي إن هناك تقارير تتحدث عن وقوع ضحايا في صفوف المدنيين بينهم أطفال وهو ما يثير قلقها العميق وبنفس الدرجة من القلق موجات نزوح بين سكان زنجبار. مشددة على أن مزيدا من العنف سيؤدى لمزيد من انعدام الأمن ويبعد البلاد أكثر عن الحل باتجاه الأزمة السياسية الراهنة. وحثت بيلاي كافة الأطراف على مواصلة الجهود الهادفة لإيجاد حل سلمي لهذا الصراع مشددة على ضرورة وقف سفك الدماء.