الجزيرة نت /إخبارية نت انطلاق قمة الناتو في لشبونة اليوم تبدأ قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) اليوم أعمالها في العاصمة البرتغالية لشبونة حيث من المرتقب أن تطلق مشروع الدرع المضادة للصواريخ في أوروبا. كما سيحتل الملف الأفغاني حيزا مهما من البحث في القمة التي تستمر اليوم وغدا ويشارك فيها الرئيس الأميركي ونظيره الأفغاني. وفي سبيل تبني مشروع الدرع الصاروخية، يتوقع أن تنأى القمة عن اعتبار إيران التهديد الرئيسي، وذلك لضمان انضمام تركيا -الحريصة على علاقات جيدة مع جارتها إيران- إلى هذا المشروع. وقالت الرئاسة الفرنسية "لن نوضح في الوثائق التي يتعين تبنيها جذور التهديد الذي يبرز" وذلك رغم أن فرنسا وبلدانا أخرى كانت تنوي في البداية تسمية إيران. وشدد الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن في الأيام الأخيرة مرات عدة على عدم جدوى هذه التسمية، مشيرا إلى تنامي التهديد مع تطوير نحو ثلاثين بلدا برامج صواريخ باليستية. كما تتصدر الحرب في أفغانستان جدول أعمال قمة الحلف الذي تعتزم الدول ال28 الأعضاء فيه مناقشة خطة موحدة للسنوات الأربع المقبلة قبل الانسحاب من أفغانستان تمكن من رسم خطة موحدة بشأن تدريب وتأهيل القوات الأفغانية لتضطلع بمهامها الأمنية في كامل التراب الأفغاني. وأعلن البيت الأبيض أمس الخميس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيجتمع مع نظيره الأفغاني حامد كرزاي، الذي يشارك في القمة، يوم السبت على هامش القمة. وجاء هذا الإعلان بعد يوم من اجتماع أوباما مع كبار مستشاريه للأمن حول التقدم الأميركي في أفغانستان. وفي هذه الأثناء دعت 29 منظمة غير حكومية في أفغانستان دول الحلف إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين حماية المدنيين. بين النظري والواقع وقبيل القمة حذر مسؤول كبير في الناتو من أن الحلف قد لا يتمكن من نقل المسؤولية الأمنية إلى الأفغان في الموعد المحدد عام 2014 نظرا لوجود فجوة كبيرة بين الجداول الزمنية السياسية والواقع العسكري المعقد. وقال أكبر ممثل مدني للحلف في أفغانستان مارك سيدويل الأربعاء إن نقل المسؤولية قد يمتد إلى عام 2015 وما بعده، وإن البلاد قد تشهد "مستويات مرتفعة من العنف" بعدما تتخلى القوات الأجنبية عن أدوارها القتالية. وامتنع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي عن التعليق مباشرة على تصريحات سيدويل، وقال المتحدث باسمه إن الرئيس يتوقع أن تركز القمة على نقل المسؤولية الأمنية وأن تشدد على الحاجة لأن تلعب القوات الأفغانية دورا أكثر وضوحا في العمليات. كما رفضت السفارة الأميركية في كابل والقادة العسكريون في القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) -التي يقودها الناتو- التعليق على تلك التصريحات أو الكشف عما إذا كانوا يتوقعون تأخيرا في تسليم المسؤولية الأمنية. وأدى تصعيد العنف في أفغانستان إلى زيادة الاهتمام الغربي بالبحث عن حل عبر التفاوض لإنهاء الحرب، وهو نهج يفضله كرزاي منذ فترة طويلة رغم أن بعض جماعات المسلحين -بينها حركة طالبان- تقول إنها لن تدخل في محادثات قبل رحيل القوات الأجنبية. وقال توماس روتيغ -وهو مدير مشارك في شبكة محللي أفغانستان- "لا يكفي أن نبقي القوات على الأرض ونفعل ما نفعله ما دام هناك تصعيد في العنف من الجانبين". ويرى روتيغ أن موعد عام 2014 طموح على نحو مفرط ويستهدف الجمهور المحلي، وقال "نحتاج للإبقاء على القوات، لكن مع تقليل الاعتماد بشكل رئيسي على المجهود العسكري، والمضي قدما من أجل التوصل إلى حل سياسي". إجراءات أمنية في هذه الأثناء استعدت البرتغال الخميس لإطلاق واحدة من أكبر عملياتها الأمنية على الإطلاق قبل استضافتها القمة، وذلك بفرض قيود على حركة الطيران ونشر قرابة عشرة آلاف شرطي في العاصمة لشبونة. وأعلنت سلطات الطيران المدني أنه سيتم خفض الرحلات القادمة إلى لشبونة من أقصى معدل لها وهو 23 رحلة في الساعة إلى 14 رحلة في الساعة في الفترة من منتصف نهار الخميس وحتى بعد ظهر الأحد المقبل. وقالت السلطات إنه سيتم إلغاء أو تأجيل نحو 100 رحلة جوية، وقد يتم تحويل مسار بعض الرحلات الجوية إلى بورتو في الشمال أو فارو في الجنوب. وشددت البرتغال أيضا الإجراءات الأمنية عند المواقع الحدودية، وجرى منع عشرات الأشخاص من دخول البلاد لانتهاكهم قواعد الهجرة. وتم احتجاز عشرة أشخاص عند مواقع حدودية على خلفية اتهامات تتراوح بين الاتجار في المخدرات وحيازة سكاكين. وتعتزم البرتغال نشر قرابة عشرة آلاف شرطي لتأمين القمة التي يتوقع أن يشارك فيها ما لا يقل عن 22 رئيس دولة و19 رئيس وزراء والعشرات من وزراء الخارجية والدفاع.