الجزيرة نت / إخبارية نت وزراء وسياسيون مغاربة يودعون المالح قال مفكرون مغاربة ونشطاء سياسيون إنه برحيل الكاتب إدمون عمران المالح تكون الساحة الفكرية المغربية قد فقدت مفكرا ومناضلا ارتبط اسمه بالنضال من أجل عدالة القضية الفلسطينية ومناهضة العنصرية والتطبيع مع إسرائيل. وتوفي المالح قبل أيام في مستشفى بالعاصمة الرباط التي قدم إليها قبل 93 عاما من مدينة آسفي، وهو ينحدر من أسرة مغربية يهودية تعود جذورها إلى مدينة الصويرة (جنوب) التي تعلم فيها معنى الاختلاف والتعايش مع جيرانه المسلمين، وهو ما جعل كتاباته زاخرة بتجارب التسامح الذي طبع علاقة المسلمين المغاربة باليهود. وكان المالح يقول إن هويته المغربية اليهودية فرضت عليه أن يدافع بكل قوة عن قضية العرب الأولى فلسطين، وكان يصف الصهيونية ب"الحركة العنصرية الوحشية التي تقتل الأطفال"، ودافع عن نضال الشعب الفلسطيني في التحرر والاستقلال، بل كان يذهب إلى القول إن تهجير اليهود المغاربة إلى إسرائيل "سرقة لأبناء الوطن". وقال للجزيرة نت في تصريح خاص قبل وفاته بأشهر قليلة "إن التطبيع مع إسرائيل جريمة"، وأضاف أنه آن الأوان كي يتم "فضح الصهيونية التي لا تخفي وجهها الحقيقي خلف صور أخرى"، كما عبر عن إدانته الشديدة للتطبيع مع إسرائيل. خسارة نضال وتعليقا على رحيل إدمون عمران المالح، قال الناشط السياسي المغربي اليهودي سيون أسيدون -المعروف بمعاداته للتطبيع مع إسرائيل- إن المغرب "فقد مفكرا كبيرا أعطى للساحة الثقافية الشيء الكثير"، مشيرا إلى أن الراحل كان يملك لهجة عربية عامية قوية ورصينة تعبر عن انتمائه القوي لوطنه المغرب، رغم أن كتاباته كانت بلغة موليير (الفرنسية). وأكد في تصريح للجزيرة نت أن رحيل هذا الكاتب يعتبر "خسارة للنضال المغربي ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني ولكن ذكراه ستكون درسا للجميع في رفض التطبيع والإيمان بعدالة القضية الفلسطينية". نفس الموقف عبّر عنه منسق مجموعة العمل الوطنية من أجل العراقوفلسطين خالد السفياني الذي اعتبر أن "فلسطين فقدت رجلا كبيرا دافع عنها بكل قوة"، مضيفا "لا يوجد تعارض بين أن يكون الإنسان يهوديّ الديانة وفلسطينيّ العقيدة، وأن يكون مناهضا للمشروع الصهيوني والتطبيع مع الصهاينة". وقال للجزيرة نت إن كتب المالح ترجمت للعديد من اللغات العالمية، لكنه رفض ترجمتها إلى العبرية، لأنه "كان يؤمن بأنها لغة تستعمل من طرف الصهاينة في خدمة المشروع الصهيوني". تأبين يذكر أن عدة شخصيات تنتمي لمختلف التيارات الفكرية والسياسية، إضافة إلى وزراء، حضروا حفل التأبين الذي أقيم في الرباط مؤخرا قبل الدفن الذي أوصى الراحل بأن يكون في مدينة الصويرةجنوبي المغرب. وحضر أيضا ممثلو الطائفة اليهودية بالمغرب التي قال رئيسها سيرج بيرديغو إن مراسم تشييع جثمان إدمون عمران المالح أكدت أن المغرب بلد التسامح والسلام. ومن بين الوجوه السياسية التي حضرت حفل التأبين الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، وشخصيات من حزب الأصالة والمعاصرة، كما لوحظ تواجد كبير لأعضاء مجموعة العمل الوطنية من أجل العراقوفلسطين، إضافة إلى حضور وجوه فنية وثقافية مغربية. وأجمع الحضور على أن المالح استطاع أن يجمع حوله كل التيارات السياسية المغربية بسبب ما سموه احترامه لنفسه ولقيمه ولوطنه، إضافة إلى دفاعه المستميت عن قضية فلسطين. ويذكر أن إدمون عمران المالح ترك إرثا فكريا يصفه النقاد بالعميق، وهو "المجرى الثابت" الصادر عام 1980 و"أيلان أو ليل الحكي" الذي صدر بعده بثلاث سنوات، و"ألف عام بيوم واحد" عام 1986، و"عودة أبو الحكي" الصادر عام 1990 و"أبو النور" و"حقيبة سيدي معاشو" (1998) و"المقهى الأزرق: زريريق" (1998) و"كتاب الأم" (2004)