تمكن نشطاء حركة "احتلوا وول ستريت" بالولاياتالمتحدة من إغلاق عدد من موانئ الساحل الغربي الأميركي، بعد اشتباكات ومشاحنات مع قوات الشرطة، في محاولة للفت الأنظار إلى التباينات الاقتصادية والنسب المرتفعة للبطالة في البلاد. واشتبك النشطاء في بعض الأحيان مع قوات الشرطة، لكنهم لم يصلوا إلى حد الحصار الكامل الذي تعهدوا به. وتقدم آلاف المتظاهرين إلى موانئ تمتد من جنوب كاليفورنيا إلى ألاسكا، اعتراضا على النظام المالي الذي يقولون إنه "مائل في الولاياتالمتحدة بصورة غير عادلة" لصالح الأغنياء. ونجح النشطاء في تعطيل وصول شاحنات وعمال أحواض السفن في بعض المرافئ، وأغلقوا فعليا ثلاثة مرافئ في بورتلاند بولاية أوريغون، ومرفأ آخر في سياتل. وفي ميناء لونغ بيتش المجاور للوس أنجلوس، احتشد ما بين 250 وثلاثمائة شخص في المطر عند المرفأ، حيث تشاحنوا مع ضباط شرطة حاولوا تفريقهم باستخدام هراوات، في محاولة لإبقاء طريق المدخل مفتوحا. وألقت الشرطة القبض على اثنين، قبل أن يغادر المتظاهرون المنطقة لإعاقة المرور على امتداد طريق يمتد داخل الميناء، لكن المحتجين بدؤوا لاحقا في التفرق من تلقاء أنفسهم مع تزايد هطول المطر، وقدوم الشرطة بكامل قوتها. وقالت الشرطة عبر موقع تويتر على الإنترنت إنه مع حلول الليل في سياتل ألقى الضباط قنابل ضوئية قبل القيام بعدد من الاعتقالات قرب المرفأ 18. وقال متحدث باسم السكك الحديدية إنه في بلينغهام القريبة بولاية واشنطن، ألقت السلطات القبض على 16 شخصا تمددوا على القضبان لمنع وصول القطارات إلى الميناء هناك، لكن مع حلول الظلام كان المتظاهرون قد فشلوا إلى حد كبير في إحداث الشلل في حركة التجارة الذي تعهدوا به. وجاء التحرك الذي استغرق التخطيط له وقتا طويلا بعدما قامت الشرطة بتفكيك خيام نصبها نشطاء الحركة التي بدأت في نيويورك في سبتمبر/أيلول الماضي، خلال مداهمات بأغلب المدن الكبرى للساحل الغربي، مما دفع الحركة للبحث عن تحرك جديد لاستعادة مكانتها. احتلوا أوكلاند وحدث أكبر تحرك في أوكلاند، التي تعد منذ وقت طويل نقطة ساخنة للحركة، حيث عبر المحتجون عن أملهم في تكرار احتجاج شهر أكتوبر/تشرين الأول، الذي نجح لفترة قصيرة في إغلاق الميناء، وهو خامس أكثر موانئ الحاويات ازدحاما في الولاياتالمتحدة من حيث الحجم. وقال المتحدث باسم حركة "احتلوا أوكلاند" مايك كينج إن الحصار كان ناجحا وإن حركة الشاحنات في الميناء اقتصرت على حاويتين فقط تحسبا للمظاهرات، فيما تغيب الملاحون وسائقو الشاحنات إلى حد كبير. وأضاف كينج: "لم يعبر أحد خط الاعتصام، وبقي أغلب سائقي الشاحنات بعيدا"، مضيفا أن الشحنات الوحيدة التي حملت على الشاحنات في أحواض المرفأ، كانت مادة أنزلت بالفعل من السفن. ومن جانبه، اعترف المدير التنفيذي للميناء عمر بنجامين بحدوث "تعطيلات متفرقة" لكنه أكد أن المنشأة ظلت تعمل طوال اليوم. بداية الاحتجاجات وبدأت حركة "احتلوا وول ستريت" في سبتمبر/أيلول الماضي، بمدينة نيويورك الأميركية، ضد البطالة وضد النظام المالي، لكنها سرعان ما كسبت التأييد الشعبي وامتدت إلى العديد من المدن الأميركية، فظهرت حركة "احتلوا أوكلاند" في ولاية كاليفورنيا. وقام مؤيدو "احتلوا وول ستريت" باحتلال ساحة في متنزه زوكوتي بحي المال بنيويورك والذي يعد الأهم في الولاياتالمتحدة، وذلك للتنديد بما سموه جشع وول ستريت واحتجاجا على المظالم الاقتصادية. ولإيصال رسالتها لصناع القرار الأميركي، نظمت الحركة عبر المحتجين منذ 17 سبتمبر/أيلول اعتصامات ومخيمات تحولت إلى مجتمعات مصغرة مع طباخين خاصين ومكتبات ومرافق طبية وصحف يومية وحتى مراكز لتوزيع ملابس للبرد. ورفعت الحركة شعارات منها أنها تمثل 99% من سكان الولاياتالمتحدة، في مقابل 1% من الذين يملكون المال ويتحكمون برقاب الناس من خلال نفوذهم في الميادين الحكومية وفي المؤسسات المالية. وتصدت السلطات الأميركية للحركة وغيرها من الحركات المماثلة في الولايات الأخرى، من خلال محاولات تفكيك الخيم التي نصبت واعتقال العديد من المحتجين.