القاهرة – نصح محللون ماليون بتوخي الحذر في التعامل في الاسهم المصرية خلال النصف الاول من العام واستهداف الاسهم الدفاعية وتوقعوا أن تتجه البورصة للصعود في النصف الثاني من 2012 اذا تحقق الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي في البلاد. وتخرج البورصة المصرية من "عام الثورة" مثقلة بخسائر جسيمة اذ هوى مؤشرها الرئيسي نحو 50 بالمئة خلال العام وفقدت أسهمه نحو 194 مليار جنيه (32.2 مليار دولار) من قيمتها السوقية وسط الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي صاحبت الثورة. وبعد الثورة التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك بعد 30 عاما في الحكم شهدت مصر أعمال عنف وانفلاتا أمنيا شديدا مما أدى الى هروب استثمارات اجنبية ومحلية وتراجع أعداد السياح وتراجع العملة المحلية وارتفاع الفائدة على سندات وأذون الخزانة الحكومية. وقال ولاء حازم مدير استثمار بشركة اتش سي للاوراق المالية والاستثمار "ننصح المستثمرين بتوخي الحذر في بداية عام 2012 وتركيز استثماراتهم في القطاعات الدفاعية مثل قطاعي الاتصالات والاغذية والمشروبات مع التركيز على الشركات ذات السيولة النقدية الجيدة والتي تقوم بتوزيعات أرباح مستقرة." ويرشح كريم عبد العزيز المدير التنفيذي لشركة الاهلى لادارة صناديق الاستثمار قطاع المطاحن للاستثمار في 2012 قائلا "العمود الفقرى لهذا القطاع هو التوزيعات أو الكوبونات المحصلة من أسهم القطاع وتتراوح هذه العوائد بين 9-11 بالمئة بخلاف الارباح الرأسمالية الناتجة عن ارتفاع أسعار هذه الاسهم." وأردف "الاستثمار بأسهم قطاع المطاحن هو أفضل ثاني استثمار بعد ارتفاع عوائد الدخل الثابت -أذون الخزانة- الى 12 بالمئة بعد الضرائب." وتواجه مصر تحديا مزدوجا يتمثل في هبوط احتياطيات النقد الاجنبي وعجز الميزانية مما دفع أسعار الفائدة على ديون الحكومة قصيرة الاجل فوق 15 في المئة وهو مستوى قياسي يقول محللون انه لا يمكن تحمله. وقال حازم"أعتقد أن الوضع السياسي في مصر وحتى انتهاء الانتخابات الرئاسية سيكون له أثر في أداء البورصة خلال عام 2012. في حالة مرور المرحلة السياسية بسلام أتوقع أداء جيدا للمؤشر في النصف الثاني من العام مع التوقع أن يقود القطاع المالي المؤشر في هذه الحالة." وعقب ثورة يناير عانى الاقتصاد المصري بشدة جراء الاحتجاجات والمظاهرات والاعتصامات الفئوية التي يطالب منظموها بزيادة الاجور أو تحسين ظروف العمل. وتبدو الحكومة عاجزة عن تلبية أغلب مطالب الموظفين والعمال الدائمين والمؤقتين خاصة في وقت يتراجع فيه الاقتصاد لتعطل السياحة وانسحاب مستثمرين أجانب من السوق. وقال حسام أبو شملة مدير قسم البحوث بشركة العروبة للسمسرة في الاوراق المالية "لا أعتقد ان هناك قطاعات أنصح المستثمرين بالتركيز عليها. ولكن أعتقد ان الشركات التى يتولد لها دخل من خلال التصدير للخارج ومن خلال مساهمات فى شركات خارجية وفروع بدول أخرى ستعد الافضل بعيدا عن ضعف الاداء الاقتصادى محليا." وتتوقع الحكومة أن يبلغ العجز 8.6 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي في السنة المالية التي تنتهي في يونيو حزيران 2012 بينما يتوقع اقتصاديون أن يكون أكبر من ذلك بكثير وأشار مسؤول بالجيش الى أن العجز قد يصل الى 11 بالمئة. وقال رئيس الوزراء المصري كمال الجنزوري هذا الشهر ان الوضع الاقتصادي في البلاد أسوأ مما يتصوره أحد وان هناك حاجة للتقشف لكبح عجز الميزانية المتضخم. وقال وائل عنبة العضو المنتدب لشركة الاوائل لادارة المحافظ المالية "لن أنصح المستثمرين بقطاعات محددة للاستثمار. ولكن لابد أن يعرفوا انه في حالة صعود السوق سنري جميع القطاعات والاسهم عند مستويات تفوق 100 بالمئة من الاسعار الحالية. الاسعار حاليا جذابة للغاية. الاسعار هبطت بشكل غير طبيعي." وهبطت أسهم سوديك بنحو 80 بالمئة وبالم هيلز 82 بالمئة وعامر جروب 69 بالمئة وحديد عز 79 بالمئة والقلعة 69 بالمئة وهيرميس 63 بالمئة وطلعت مصطفى 62 بالمئة. وأردف عنبة "المشكلة ليست في الاسهم أو القطاعات بالبورصة. المشكلة في الازمة الاقتصادية والسياسية التي تواجهها مصر. لا احد يعرف المستقبل أو ماذا سيحدث فيه. الرؤية غير واضحة بالمرة." ويقول خبراء اقتصاديون ان مصر تتجه صوب أزمة في العملة ما لم تحقق الاستقرار سريعا في الاقتصاد. وهوت الاحتياطيات الاجنبية المصرية الى نحو 20 مليار دولار في نوفمبر تشرين الثاني من 36 مليارا في نهاية 2010. وقال عنبة "بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية وعقد أول جلسة للنواب. نستطيع حينها الحديث عن الاستثمار." وبعد المكاسب القوية للاسلاميين في المرحلة الاولى من الانتخابات البرلمانية حصل حزب الحرية والعدالة -المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين- وحزب النور السلفي على نحو ثلثي الاصوات التي حصلت عليها القوائم الحزبية في المرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية التي ستساهم في صياغة دستور جديد للبلاد بعد عقود من الحكم الاستبدادي. وقال عبد العزيز "فى حالة نجاح الدولة فى اتمام الانتخابات البرلمانية والرئاسية أتوقع صعود السوق في النصف الثاني من 2012 بنحو 20 بالمئة خلال الربع الثالث ونحو 30 بالمئة فى الربع الاخير" مقارنة بالنصف الاول. واردف قائلا "في النصف الاول من 2012 أتوقع استمرار الاداء السلبي ليتكبد المؤشر الرئيسي خسائر بنحو عشرة بالمئة." وقال محسن عادل العضو المنتدب لشركة بايونيرز لادارة صناديق الاستثمار "لابد أن يتعامل المستثمر بحذر في سوق الاوراق المالية خلال الربع الاول من 2012 . أنصحه بالتركيز على قطاعات البتروكيماويات والصحة والادوية والصناعات الغذائية." وأردف "عليهم ببناء مراكزهم المالية في الربع الثاني وان يستعدوا لصعود السوق في النصف الثاني من العام بعد الاستقرار الامني والاقتصادي. سنري في النصف الثاني شهية شراء كبيرة من جميع المستثمرين وخاصة العرب والاجانب." (الدولار يساوي 6.02 جنيه مصري) من ايهاب فاروق اخبارية نت / رويترز