فتحت صناديق الاقتراع اليوم الأحد أمام نحو 9.2 ملايين ناخب مسجل في كزاخستان الغنية بالنفط، في انتخابات يؤمل من خلالها أن تحدث انفراجا بسيطا بالتشكيل الديمقراطي في مجلس النواب. وعبر ناخبون في مراكز اقتراع بالعاصمة عن ثقتهم بأن القادمين الجدد لمجلس النواب سيعملون على تحسين مستوى المعيشة بالبلاد. ويشغل حزب "نور وطن" بزعامة الرئيس نور سلطان نزار باييف حاليا كل مقاعد مجلس النواب البالغ عددها 107، بينما يمنح القانون الانتخابي الذي صدر عام 2009 مقعدين على الأقل للحزب الحاصل على ثاني أعلى معدل للأصوات، حتى لو لم يحصل على حصة ال7% من الأصوات. ومن المرجح أن يكون حزب (آك زول) الداعم لقطاع الأعمال هو الحزب الذي يحتل مرتبة الوصيف، فيما بدت أحزاب المعارضة التي كان يفترض أن تشكل تحديا قويا لحزب "نور وطن" عاجزة وضعيفة. ويمنح الازدهار والاستقرار الذي تنعم به كزاخستان -ويعود الفضل فيه بالدرجة الأولى للاحتياطي الهائل من النفط والغاز- الرئيس نور سلطان وحزبه الحاكم الكثير من الدعم الشعبي، ولكن مع ذلك تجري هذه الانتخابات بعد شهر من حوادث سخط وعنف شهدتها البلاد. وقد تفجرت حوادث العنف بداية بمدينة زهاناوزين، حيث بدأ عمال النفط إضرابا للمطالبة بتحسين رواتبهم، ثم تحول الإضراب لمصادمات مع الشرطة أسفرت عن مقتل 16 شخصا على الأقل، قبل أن تنتقل أعمال العنف لمدينة أخرى وينجم عنها مقتل شخص آخر. ومن المتوقع أن تكون نسبة المشاركة الشعبية في انتخابات اليوم مرتفعة رغم انخفاض المشاركة بالحياة السياسية بالبلاد، وتعد المشاركة الشعبية بالانتخابات من الميزات التي رحّلت من الحقبة السوفياتية السابقة. وعادة تمارس السلطات ضغوطا على طلبة الجامعات الحكومية والأساتذة والموظفين فيها للمشاركة بالانتخابات، كما أن الحكومة تعمد لتقديم هدايا وسلع منزلية لكل من يشارك للمرة الأولى بالانتخابات، وهو الأمر الذي يرفع نسبة المشاركة الشعبية. ويحكم نزار باييف هذه الجمهورية -التي يبلغ عدد سكانها 16.4 مليون نسمة والواقعة وسط آسيا- لأكثر من 21 عاما منذ الأيام الأخيرة للاتحاد السوفياتي السابق، وقضى خلالها على جميع أشكال المعارضة، بينما سعى في الوقت نفسه إلى تنفيذ إصلاحات اقتصادية وتشجيع الاستثمار الأجنبي. اخبارية نت / الجزيرة نت