جددت روسيا رفضها إرسال أي قوات أجنبية إلى سوريا أو فرض عقوبات عليها معتبرة ذلك خطا أحمر، بينما أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما سعي بلاده لتنحية النظام السوري الحالي، وبدورهم كشف الإخوان المسلمون عن عرض من النظام السوري قدم لهم بواسطة إيران. وردا على المساعي الغربية التي تحاول زحزحة الموقف الروسي باتجاه فرض عقوبات على سوريا أو السماح بإرسال قوات لها، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "بالنسبة لنا فإن الخط الأحمر واضح، لن ندعم فرض أي عقوبات". وأضاف الوزير الذي تملك بلاده حق النقض (فيتو) "أي دولة ترغب في أي تدخل عسكري في سوريا، لن تحصل على أي تفويض من مجلس الأمن الدولي". وكرر الوزير دعوة بلاده السابقة لوقف العنف فورا في سوريا "أيا كان مصدره" كما دعا للدخول فورا في حوار شامل، مؤكدا أن هذا ما يهدف إليه مشروع القرار الروسي الذي تجري مناقشته حاليا بمجلس الأمن الدولي، كما شدد على دعمه لمبادرة الجامعة العربية والجهود التي تبذلها بعثة مراقي الجامعة من أجل استقرار الأوضاع بسوريا. توريد السلاح ورفض لافروف أي اتهامات لبلاده بخرق القوانين الدولية في مجال التعاون العسكري التقني مع سوريا، كما رفض طلب السفيرة الأميركية بالأممالمتحدة للحصول على توضيحات بشأن السفينة شاريوت التي أفرغت حمولتها في ميناء روسي، وقال "نحن لا نرى هناك ضرورة للتوضيحات والتبريرات، لأننا لم نخرق أيا من الاتفاقيات الدولية، وأيا من قرارات مجلس الأمن، وأن تجارتنا مع سوريا تقتصر على ما لا يحظره القانون الدولي". ووصف العقوبات الانفرادية التي فرضتها الولاياتوالمتحدة والاتحاد الأوروبي وبعض الدول على سوريا بأنها غير قانونية. كما أبدى المسؤول الروسي اعتراضه على توريد السلاح للمسلحين و"المتطرفين" في سوريا، وأضاف "من المعروف، ولم يقدم أي فرد على دحض ذلك، أن سلاحا يورد إلى المسلحين والمتطرفين في سوريا، الذين يحاولون استغلال الاحتجاجات للاستيلاء على السلطة بالقوة كحد أدنى، ابتداء من بعض الأقضية والمدن السورية". ويأتي الموقف الروسي في ظل محاولات القوى الغربية لدفع روسيا للقبول بتعديلات على مشروع القرار الذي قدمته لمجلس الأمن فيما يتعلق بالأوضاع بسوريا، من أبرزها تخلي روسيا عن رفضها فرض عقوبات على سوريا أو السماح لتدخل قوات أجنبية. ويدين القرار الروسي العنف الواسع وانتهاكات حقوق الإنسان من قبل السلطات، لكنه يطالب جميع الأطراف -بما فيها جماعات المعارضة المسلحة- بوقف العنف فورا. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد اعتبر أن ما يجري في سوريا قد وصل إلى حد غير مقبول, ودعا مجلس الأمن للتعامل بجدية مع الأوضاع هناك. وللتحدث "بصوت واحد في هذا الإطار" وهو ما اعتبر رسالة ضمنية لروسيا والصين. يُذكر أن روسيا والصين استخدمتا حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار أممي حول سوريا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. الموقف الأميركي وفيما يتعلق بالموقف الأميركي، أكد الرئيس باراك أوباما أن بلاده تتطلع لزيادة الضغوط الدولية على سوريا. وقال أوباما في أعقاب اجتماع له مع الملك الأردني عبد الله الثاني "ما زلنا نرى مستويات غير مقبولة من العنف داخل ذلك البلد، ولهذا نحن سنستمر في التشاور الوثيق مع الأردن لإيجاد الضغوط الدولية والظروف التي تشجع النظام السوري على التنحي". في الأثناء نقلت وكالة رويترز عن مصدر عربي أن سوريا لن تعترض على تمديد مهمة المراقبين العرب، لكنها لن تقبل بتوسيع تفويضها. وأضاف المصدر أن سوريا ستوافق على زيادة عدد المراقبين, لكنها لن تسمح بإعطائهم مهام تقصي حقائق رسمية, أو بدخولهم مناطق عسكرية لم يتم الاتفاق عليها. وفي السياق ذاته نقل مراسل الجزيرة عن المتحدث باسم المفوضية الدولية العليا لحقوق الإنسان روبرت كولفيل قوله إن جامعة الدول العربية طلبت من الأممالمتحدة تدريب البعثة الثانية من المراقبين العرب إلى سوريا. وأضاف أن التدريب كان مقررا أن يتم بالقاهرة الأسبوع الجاري، لكن الجامعة العربية طلبت تأجيله إلى ما بعد عقد اجتماعها الأحد المقبل. وأكد كولفيل أن المفوضية جاهزة للقيام بالمهمة فور تحديد الجامعة موعداً لها. ومن المتوقع أن يقدم فريق المراقبين العرب تقريرا جديدا حول الأوضاع في سوريا أمام المجلس الوزاري العربي مطلع الأسبوع المقبل. عرض للإخوان وفي تطور جديد كشف محمد فاروق طيفور مساعد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بسوريا، أن الإيرانيين نقلوا لهم عرضا من قبل النظام السوري يقوم على منح الإخوان الحكومة مقابل بقاء نظام بشار الأسد في السلطة. وأكد طيفور أن الإخوان رفضوا العرض أو التفاوض مع النظام، وكشف أن العرض بدأ من أربع وزارات بالبداية وصولا إلى الحكومة بأكملها، كما نفى أن تكون حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد لعبت دورا بالتوسط بين النظام والإخوان، واصفا العلاقة مع الحركة بأنها شبه منقطعة وأن وضعها لا يرشحها إلى الوساطة. وفيما يتعلق بالدعوة الغربية لتوحيد المعارضة السورية، قال إن هذه الدعوة "أقرب إلى الزواج بالإكراه" كما اتهم حزب الله وإيران بتقديم دعم بشري ولوجستي للنظام في سوريا، مشددا على أن هناك فارقا بين موقفي كل من حماس وحزب الله من النظام.