فجوة كلفة العمل تتقلص بين أميركا وآسيا (الأوروبية) أفاد تقرير أميركي أن الولاياتالمتحدة خسرت أكثر من ربع الوظائف في قطاع التكنولوجيا العقد الماضي بسبب نقل الشركات متعددة الجنسيات لجزء كبير من عمليات البحث والتطوير إلى الخارج. وقالت واشنطن بوست -نقلا عن التقرير الصادر عن المجلس القومي الأميركي للعلوم- إن زيادة قدرات الصين وجيرانها الأخريات بآسيا تمثل تحديا مخيفا للاقتصاد الأميركي حيث يزداد عدد الحاصلين على الشهادات العليا بالهندسة، ويرتفع الإنفاق على البحث. وأشارت الصحيفة إلى أن التقرير يتزامن مع سعي إدارة الرئيس باراك أوباما إلى تحسين القدرة التنافسية للصناعات الأميركية عن طريق تطوير الهندسة والإبداع. جهود متوازية لكنها أشارت إلى أن التقرير أوضح أن آسيا تبذل جهودا متوازية، وقد سعت لاستقطاب وتطوير قدرات المهندسين المتميزين. وهذا يشير إلى أن آسيا لم تستفد فقط من انخفاض كلفة مصانعها، ولكن من مميزات أخرى. فمنذ العام 2000 ارتفع الإنفاق على عمليات البحث والتطوير في آسيا وتسع دول آسيوية أخرى ليضاهي ما تنفقه الولاياتالمتحدة. يضاف إلى ذلك أن عدد شهادات الدكتوراه في الهندسة التي منحتها الصين زاد إلى أكثر من الضعف، وزاد حاليا عن مثله في الولاياتالمتحدة بصورة كبيرة. " آسيا تبذل جهودا متوازية في البحث والتطوير وقد سعت لاستقطاب وتطوير قدرات المهندسين المتميزين مما يشير إلى أنها لم تستفد فقط من انخفاض كلفة العمل ولكن من مميزات أخرى " ومنذ العام 2000 أيضا زاد عدد العاملين بالبحث خارج أميركا التابعين للشركات متعددة الجنسيات العاملة بالولاياتالمتحدة إلى أكثر من الضعف. وذكر التقرير أنه بمرور الوقت ارتفعت المهارات التكنولوجية بالعالم خاصة آسيا. وقال إنه بالنسبة للقطاعات العامة للعلوم والتكنولوجيا فإن الولاياتالمتحدة لا تزال بالطليعة، لكن ما حدث هو أن وضعها بالعديد من القطاعات المعينة بدأ يتعرض للتآكل. وأشار أيضا إلى فقدان الولاياتالمتحدة للوظائف بقطاع التكنولوجيا الرفيعة. وهبط عدد الوظائف بقطاع التكنولوجيا الرفيعة بمقدار 687 ألفا أي بنسبة 28% بين عامي 2000 و2010. وبالرغم من أن هبوط الوظائف في قطاع التصنيع بالولاياتالمتحدة يعزى إلى انخفاض الأجور بالدول النامية فإن الصين ودولا أخرى بآسيا اتجهت السنوات الأخيرة إلى استقطاب عمليات التصنيع الرفيعة وإلى خلق وظائف أفضل عن طريق تكثيف الاستثمار الحكومي في التعليم والبحث. وأشارت واشنطن بوست إلى ما قاله المجلس الاستشاري للعلوم والتكنولوجيا التابع للبيت الأبيض وهو "إننا لا نستطيع أن نظل الرواد في مجال الإبداع بدون أنشطة التصنيع". الدور الريادي لأميركا وأكد التقرير أن الدول الأخرى بزيادة إنفاقها البحثي والتعليمي "تتحدى الدور الريادي للولايات المتحدة في العالم". وقالت ماري غريفيث المسؤولة عن التقرير "إن الزيادة المستمرة في اتجاهات هذه المؤشرات تسبب القلق". " هبط عدد الوظائف بقطاع التكنولوجيا الرفيعة بأميركا بمقدار 687 ألفا أي بنسبة 28% بين عامي 2000 و 2010 " وقالت الصحيفة نقلا عن محللين إنه رغم التطور الحاصل بالصين ودول آسيوية أخرى بسبب تطور علوم الهندسة فإن هناك عوامل أخرى يتوقع أن تظل تعزز تنافسية الصناعة الأميركية مع الصين. فقد زادت الأجور في الصين بسرعة مما أدى إلى خسارتها ميزة الأجور المنخفضة بالمقارنة مع الولاياتالمتحدة. يضاف إلى ذلك أن استخدام الأتمتة بالولاياتالمتحدة من شأنه أن يخفض كلفة العمل. كذلك فإن إنتاجية العمال بالولاياتالمتحدة تعتبر أعلى بكثير. ويقول إيريك شبيغل الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز التي يصل عدد موظفيها بالولاياتالمتحدة إلى 65 ألفا في 137 مصنعا إن تلك العوامل مجتمعة تعطي فرصة كبيرة لتفوق للولايات المتحدة التي تمتلك أكبر عدد من العمالة الماهرة بالعالم. وتتوقع مؤسسة بوسطن غروب الاستشارية اختفاء الفجوة في الكلفة التي تعطي ميزة للمنتجات الصينية الرخيصة بأميركا الشمالية خلال خمس سنوات. وتضيف المؤسسة -في تقرير حديث- أن هذه الفجوة تتقلص حاليا بسرعة. اخبارية نت / الجزيرة نت