بعد مقتل ضابطين أميركيين في كابل أوباما يؤيد إجراءات الناتو بأفغانستان أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أيد السبت الخطوات التي اتخذها قائد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان لحماية القوات الأميركية هناك بعد مقتل ضابطين أميركيين في مبنى وزارة الداخلية، كما رحب بدعوة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي إلى التهدئة. وتحدث أوباما مع الجنرال الأميركي جون ألين قائد قوات حلف الأطلسي والقوات الأميركية في أفغانستان بعد أن سحب الحلف جميع العاملين في الوزارات الأفغانية عقب الهجوم الذي جاء وسط احتجاجات عنيفة على حرق نسخ من المصحف في قاعدة عسكرية للحلف قرب كابل. وقال البيت الأبيض في بيان "نرحب ببيان الرئيس كرزاي الذي يشجع على التعبير عن الرأي بشكل سلمي ودعوته إلى الحوار والتهدئة. الولاياتالمتحدة ما زالت ملتزمة بالشراكة مع حكومة وشعب أفغانستان". سحب مستشارين وكانت قوات المساعدة الدولية في أفغانستان (إيساف) التابعة لحلف شمال الأطلسي قد سارعت إلى سحب مستشاريها العسكريين من الوزارات الأفغانية بعد مقتل عسكريَين أميركيين رميا بالرصاص في مقر وزارة الداخلية المحصن في العاصمة كابل، وإعلان حركة طالبان مسؤوليتها عن مقتلهما انتقاما لحرق مصاحف في قاعدة بغرام حيث تتواصل المظاهرات الاحتجاجية على الحادث لليوم الخامس على التوالي. وقال الجنرال جون ألين قائد قوات حلف شمال الأطلسي والقوات الأميركية في أفغانستان إنه تم سحب ممثلي الناتو من الوزارات الأفغانية "لأغراض الحماية، لكن قوات التحالف لا تزال على شراكة مع الحكومة الأفغانية" مضيفا أن الناتو يحقق في مقتل العسكريين. ونقلت شبكة "أن بي سي" الأميركية عن مسؤولين عسكريين في واشنطن قولهم إن القتيلين أميركيان يعملان مستشارين لقوات الأمن الأفغانية وكانا في مكتبيهما في الوزارة حين أطلق عليهما مسلح مجهول النار. من جانبها أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن مقتل المستشارين العسكريين الأميركيين وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان إن أحد المفجرين الانتحاريين التابعين لهم يدعى عبد الرحمن وقد قتل "اثنين من كبار الخبراء الأميركيين وكانت هذه الخطوة انتقاما لحرق نسخ من القرآن من جانب الأميركيين الغزاة في قاعدة بغرام العسكرية". ولم يؤكد المسؤولون الأفغان ولا المسؤولون التابعون للناتو ما ورد في إعلان طالبان ولم ينفوه. احتجاجات ووقع إطلاق النار في حين يتواصل الغضب الشديد في أنحاء البلاد من إحراق مصاحف الأسبوع الماضي، وقد قتل خمسة مهاجمين وسقط 56 جريحا السبت في هجوم على مجمع للأمم المتحدة في قندز بشمال البلاد. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية صديق صديقي إن مئات من الأشخاص حاولوا اقتحام مجمع يسكنه عمال "من بعثة الاستقرار التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان لكن الشرطة منعتهم". وتجمّع المئات من المتظاهرين حول المقر ومقر الشرطة في المنطقة وأشعلوا الإطارات وهتفوا ضد الولاياتالمتحدة، واندلع اشتباك بين المتظاهرين والشرطة حين حاولت منعهم من اقتحام المقر. وجرح في الاشتباك ثلاثة عناصر من الشرطة الأفغانية، ومنعت وسائل الإعلام من تغطية الاشتباك. وفي ميدان وردك قتل متظاهر وجرح ثلاثة في اشتباك بين المتظاهرين وحراس شركة أمنية. وفي ولاية لوغار جنوب كابل قتل متظاهر خامس وجرح عدد آخر باشتباك بين الشرطة ومئات من المتظاهرين الذين هتفوا "الموت لأميركا" وطالبوا بانسحاب القوات الأجنبية فورا. ورغم اعتذار الرئيس الأميركي باراك أوباما ونداء من الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بضبط النفس فقد نزل آلاف من الأفغان إلى الشوارع بعد أن قتل 12 شخصا وأصيب عشرات بجروح الجمعة في أكثر أيام هذه المظاهرات دموية حتى الآن.