قتل خبيران عسكريان أميركيان رميا بالرصاص داخل وزارة الداخلية الأفغانية المحصنة بوسط العاصمة الأفغانية كابل اليوم السبت تبنت حركة طالبان مقتلهما انتقاما لحرق نسخ من المصحف في قاعدة بغرام، بينما تتواصل الاحتجاجات المناهضة للغرب لليوم الخامس على التوالي في أنحاء البلاد احتجاجا على حرق نسخ من المصحف. وقالت وزارة الداخلية الأفغانية في بيان لها إن "اثنين من زملائنا الدوليين قتلا في حرم الوزارة أثناء حادث"، فيما أكدت قوة المساعدة الأمنية الدولية التابعة لحلف شمال الأطلسي (إيساف) في بيان آخر أن "شخصا صوب سلاحه" على عناصر إيساف في كابل وقتل اثنين". وقال مصدر حكومي طلب عدم كشف هويته إن "إطلاق نار وقع في مركز القيادة والمراقبة بوزارة الداخلية وقتل أميركيان بيد "الشرطة الأفغانية"، بدون مزيد من التفاصيل. وأشارت بعض المصادر إلى أن "مشادة كلامية" تسببت في إطلاق النار. وتحدثت إذاعة محلية عن مقتل مطلق أو مطلقي النار. وقال مسؤول بارز إن الاثنين قتلا في أعقاب مشادة داخل الوزارة، دون الإدلاء بمزيد من المعلومات. وقالت مصادر أمنية أفغانية إن الغربيين اللذين قتلا بالرصاص اليوم السبت في مبنى وزارة الداخلية كانا عسكريين أميركيين برتبة عقيد ورائد، ونقلت وكالة "طلوع" الأفغانية عن مسؤول أفغاني رفض الكشف عن اسمه أن جنديين أميركيين اثنين قتلا على يد أشخاص يرتدون زي جنود أفغان داخل وزارة الداخلية في العاصمة كابل. وفي وقت لاحق أعلنت حركة طالبان الأفغانية مسؤوليتها عن قتل الأميركيين. وقالت الحركة إن إطلاق الرصاص عليهما جاء انتقاما لإحراق نسخ من المصحف في قاعدة بغرام. احتجاجات ووقع إطلاق النار بينما يتواصل الغضب الشديد في أنحاء البلاد من إحراق مصاحف الأسبوع الماضي وقتل خمسة مهاجمين وسقط 56 جريحا اليوم في هجوم على مجمع للأمم المتحدة في قندوز (شمال). وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية صديق صديقي إن مئات الأشخاص حاولوا اقتحام مجمع يسكنه عمال "من بعثة الاستقرار التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان لكن الشرطة منعتهم". وتجمّع المئات من المتظاهرين حول المقر ومقر الشرطة في المنطقة وأشعلوا الإطارات وهتفوا ضد الولاياتالمتحدة، واندلع اشتباك بين المتظاهرين والشرطة حين حاولت منعهم من اقتحام المقر. وجرح في الاشتباك ثلاثة عناصر من الشرطة الأفغانية، ومنعت وسائل الإعلام من تغطية الاشتباك. وفي ميدان وردك قتل متظاهر وجرح ثلاثة في اشتباك بين المتظاهرين وحراس شركة أمنية. وفي ولاية لوغار جنوب كابل قتل متظاهر خامس وجرح عدد آخر باشتباك بين الشرطة ومئات المتظاهرين الذين هتفوا "الموت لأميركا" وطالبوا بانسحاب القوات الأجنبية فوراً. وحاول محتجون اقتحام مقر حاكم ولاية لغمان شرقي البلاد واشتبكوا مع القوى الأمنية، مما أدى إلى إصابة عشرين شخصاً بجروح بينهم اثنان في حالة حرجة. وقتل محتج بالرصاص في لوغار بعد أن هاجم مئات المحتجين رجال الشرطة وكان كثير من المحتجين يهتفون "الموت لأميركا" وأصيب اثنان بجروح. ورغم اعتذار الرئيس الأميركي باراك أوباما ونداء من الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بضبط النفس نزل آلاف ألافغانيين إلى الشوارع بعد أن قتل 12 شخصا وأصيب عشرات بجروح أمس الجمعة في أكثر الأيام دموية حتى الآن في المظاهرات.