أطلقت السلطات اليمنية حملة في المدارس للتوعية بمخاطر التشدد الديني مع استمرار المواجهات بين القوات االمسلحة والجماعات المتشددة. وتستهدف الحملة بصفة خاصة طلاب المدارس الأولية الذين تنظم لهم محاضرات للتوعية بموقف الإسلام من التطرف والإرهاب. ويشارك في الحملة علماء دين يمنيون ومصريون وضباط من الجيش اليمني يحاضرون الطلاب عن تأثير التشدد على المجتمع. وقال الشيخ عبد الناصر عبد الستار من علماء بالأزهر الشريف خلال محاضرة بإحدى المدارس في صنعاء "الله عز وجل نهانا عن الإرهاب في القران الكريم. والنبي صلى الله عليه وسلم نهانا ايضا عن الإرهاب". وقال رشاد الوتيري الضابط بالجيش اليمني في كلمة لطلاب المدرسة "قتل النفس التي حرم الله.. قطع الطريق.. التخريب بكل أشكاله وأنواعه.. تخريب ممتلكات.. تخريب كهرباء.. قطع المياه.. قطع الطرق.. هذا هو الإرهاب. الإرهاب هو إخافة النفوس". وعزز تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قوته البشرية وموارده وسيطرته على أراض في اليمن خلال عام من الاضطرابات السياسية والعسكرية. وكثفت القوات المسلحة اليمنية في الأسابيع الماضية هجماتها على تنظيم القاعدة وجماعة أنصار الشريعة المرتبطة به في محافظات الجنوب. وذكر محمد علي الخير مدير المدرسة أن حملة التوعية بمخاطر الجماعات المتطرفة جاءت في الوقت المنسب. وقال "الحملة التي أقيمت اليوم في مدرستنا جاءت في وقتها المناسب. الوقت مناسب لها جدا وجاءت في ظروف نحن بحاجة ماسة إلى توعية أبنائنا الأطفال الصغار من هذا الخطر القادم علينا". وتشارك في إدارة حملة التوعية بمجهود كبير دائرة التوجيه المعنوي والسياسي للقوات المسلحة اليمنية. وذكر العميد الركن محمد المسيبلي نائب مدير الدائرة أن الحملة بدأت بمدارس العاصمة صنعاء ثم ستمتد لاحقا إلى المدارس الأخرى في شتى أنحاء البلاد وإلى معسكرات الشباب خلال العطلة المدرسية في فصل الصيف. وقال "كثفت الكثير من الأنشطة والفعاليات في المدارس بهدف تبصير الشباب بما تقوم به هذه العصابات.. عناصر القاعدة وأنصار الشريعة من أعمال وأنشطة ثقافية بأفكار هدامة منحرفة تستهدف كيان الدولة وتستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في الوطن". وقتل ما لا يقل عن 12 شخصا يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة السبت (12 مايو) في هجوم نفذته على ما يبدو طائرة أمريكية بدون طيار. كما ذكر مسؤولون أن القوات اليمنية قتلت 15 شخصا آخرين في هجوم جديد على المتشددين. تحرز القوات اليمنية الاحد تقدما خلال هجومها الهادف الى استعادة مدينتين تسيطر عليهما القاعدة في جنوب البلاد، وفقا لمصادر عسكرية في حين تتضاعف غارات تشنها طائرات اميركية دون طيار على مواقع التنظيم الاصولي. وقال ضابط في الجيش ان "المعارك مستمرة والجيش يواصل تقدمه باتجاه زنجبار" بعدما بدأ هجوما واسعا لاستعادة المدينة وبلدة جعار من الاسلاميين المتشددين الذين يسيطرون عليهما منذ عام. واعلن مصدر عسكري اخر ان الطيران الحربي شن صباحا غارات على مواقع المدينتين دعما للقوات التي تشن هجوما بريا. واكدت مصادر متطابقة مقتل 16 شخصا خلال يومين من المعارك مشيرة الى مقتل ستة عسكريين احدهم برتبة عقيد، وستة من القاعدة في زنجبار. كما قتل ثلاثة من عناصرها في قصف للطيران في جعار بالاضافة الى مدني. وقالت ان 18 آخرين اصيبوا في المعارك حول زنجبار. وقال المصدر ان "القوات المسلحة تقدمت حتى حصن شداد" الذي يبعد حوالى ثلاثة كيلومترات شرق زنجبار "وحتى جسر زنجبار" على بعد كيلومتر واحد عن غرب المدينة. واضاف دون مزيد من التفاصيل ان القاعدة تكبدت خسائر جسيمة. وكان الجيش اليمني اعلن في الايام المنصرمة ارسال تعزيزات وخصوصا من الحرس الجمهوري والفرقة الاولى مدرعة الى محافظتي ابين ولحج، الامر الذي يعكس تصميم الرئيس عبد ربه منصور هادي على محاربة القاعدة. ويذكر ان الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي ارغم على التخلي عن السلطة بسبب الاحتجاجات الشعبية كان يقدم نفسه كبطل محاربة القاعدة لكنه معارضيه يتهمونه بانه كان يقدم لها الدعم في الخفاء. وياتي هجوم الجيش اثر الكشف عن عميل مزودج تمكن من التسلل الى صفوف القاعدة واتاحت معلوماته القضاء على احد قادة التنظيم فهد القصع الاحد الماضي في غارة اميركية في شرق اليمن، وفقا لوسائل اعلام اميركية. وقتل السبت في شرق اليمن، 12 من عناصر القاعدة في هجمات بطائرات اميركية من دون طيار على عربات كانت تقلهم. وقال مسؤول محلي ان "الطائرة الاميركية من دون طيار استهدفت عربة للقاعدة ما بين شبوةومأرب، وقتلت سبعة من اعضاء التنظيم". واضاف طالبا عدم الكشف عن هويته ان الغارة وقعت على طريق تصل ما بين شبوةومأرب. وبعد ذلك بقليل، اكد زعيم قبلي مقتل خمسة اشخاص من القاعدة عندما اطلقت طائرة مماثلة صاروخين على عربتين كانتا تقلان عناصر من التنظيم بالقرب من قرية الحصون على مشارف مأرب (170 كلم شرق صنعاء). واكد شهود عيان اخرون الهجوم. ويسيطر "انصار الشريعة" الموالين للقاعدة على زنجبار وجعار في محافظة ابين منذ اواخر ايار/مايو 2011. وقال هادي في هذا السياق ان "الحرب على الارهابيين لم تبدا بعد ولن تنتهي طالما لم نقم بتطهير كل محافظة وقرية". وتوعد الاسبوع الماضي بتكثيف الحرب ضد القاعدة التي تتمركز في معظم المناطق الجنوبية والشرقية، حيث ينعدم القانون. اخبارية نت نقلا عن المصدر أونلاين – صنعاء