احرزت القوات اليمنية الاحد تقدما خلال هجومها الهادف الى استعادة مدينتين تسيطر عليهما القاعدة في جنوب البلاد، وفقا لمصادر عسكرية، في حين تزايدت الغارات التي تشنها طائرات اميركية دون طيار على مواقع القاعدة. وكانت هذه الحملة الجارية في صلب اجتماع عقد في صنعاء بين الرئيس عبد ربه منصور هادي وجون برينن مستشار الرئيس الاميركي باراك اوباما للامن القومي كما ذكرت وكالة سبأ اليمنية للانباء. واوضحت الوكالة ان هادي اكد في هذه المناسبة ان قرار اليمن بمطاردة العناصر الارهابية قرار حاسم لا عودة فيه. وقال ضابط في الجيش لوكالة فرانس برس ان "المعارك مستمرة والجيش يواصل تقدمه باتجاه زنجبار" بعدما بدأ هجوما واسعا لاستعادة المدينة وبلدة جعار من الاسلاميين المتشددين الذين يسيطرون عليهما منذ عام. واعلن مصدر عسكري اخر ان الطيران الحربي شن صباح الاحد غارات على مواقع في المدينتين دعما للقوات التي تشن هجوما بريا. واكدت مصادر متطابقة مقتل 22 شخصا خلال يومين من المعارك. واشارت الى مقتل 12 عسكريا احدهم برتبة عقيد، وستة من عناصر القاعدة في زنجبار. كما قتل ثلاثة من عناصر القاعدة في قصف للطيران في جعار بالاضافة الى مدني. وقالت ان 18 آخرين اصيبوا في المعارك حول زنجبار. وقال المصدر ان "القوات المسلحة تقدمت حتى حصن شداد" الذي يبعد حوالى ثلاثة كيلومترات شرق زنجبار "وحتى جسر زنجبار" على بعد كيلومتر واحد عن غرب المدينة. واضاف دون مزيد من التفاصيل ان القاعدة تكبدت خسائر جسيمة. وكان الجيش اليمني اعلن في الايام المنصرمة ارسال تعزيزات وخصوصا من الحرس الجمهوري والفرقة الاولى مدرعة الى محافظتي ابين ولحج، الامر الذي يعكس تصميم الرئيس عبد ربه منصور هادي على محاربة القاعدة. يذكر ان الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي ارغم على التخلي عن السلطة بسبب الاحتجاجات الشعبية كان يقدم نفسه كبطل محاربة القاعدة لكنه معارضيه يتهمونه بانه كان يقدم لها الدعم في الخفاء. وياتي هجوم الجيش اثر الكشف عن عميل مزودج تمكن من التسلل الى صفوف القاعدة واتاحت معلوماته القضاء على احد قادة التنظيم فهد القصع الاحد الماضي في غارة اميركية في شرق اليمن، وفقا لوسائل اعلام اميركية. وكان 12 عنصرا من القاعدة قتلوا السبت في شرق اليمن في هجمات بطائرات اميركية من دون طيار على عربات كانت تقلهم. وقال مسؤول محلي ان "الطائرة الاميركية من دون طيار استهدفت عربة للقاعدة ما بين شبوةومأرب، وقتلت سبعة من اعضاء التنظيم". واضاف طالبا عدم الكشف عن هويته ان الغارة وقعت على طريق تصل ما بين شبوةومأرب. وبعد ذلك بقليل، اكد زعيم قبلي مقتل خمسة اشخاص من القاعدة عندما اطلقت طائرة مماثلة صاروخين على عربتين كانتا تقلان عناصر من التنظيم بالقرب من قرية الحصون على مشارف مأرب (170 كلم شرق صنعاء). واكد شهود عيان اخرون الهجوم. ويسيطر "انصار الشريعة" الموالين للقاعدة على زنجبار وجعار في محافظة ابين منذ اواخر ايار/مايو 2011. يذكر ان هجمات عدة شنت في الاشهر الاخيرة لاستعادة السيطرة على ابين لكن الهجوم الحالي هو الاوسع نطاقا منذ تعهد الرئيس الجديد بعدم مهادنة القاعدة. وقال هادي في هذا السياق ان "الحرب على الارهابيين لم تبدا بعد ولن تنتهي طالما لم نقم بتطهير كل محافظة وقرية". وتوعد الاسبوع الماضي بتكثيف الحرب ضد القاعدة التي تتمركز في معظم المناطق الجنوبية والشرقية، حيث ينعدم القانون.