أُدخل الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك مستشفى سجن طرة في القاهرة، لتنفيذ حكم بالمؤبد صدر ضده اليوم السبت. فيما دعت قوى سياسية وثورية إلى مظاهرات حاشدة للاعتراض على الأحكام التي برأت نجليْ مبارك ومساعدي وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية إن مبارك "دخل بالفعل مستشفى سجن طرة بعد نزوله من الطائرة التي أقلته من المحكمة إلى مقر السجن". وذكرت في وقت سابق أن مبارك أصيب بأزمة صحية مفاجئة فور هبوط الطائرة بسجن طرة، لدى علمه بأنه سيتم حجزه بمستشفى السجن، وليس بالمركز الطبي العالمي الذي كان يقيم فيه خلال فترة محاكمته. وقضت محكمة جنايات القاهرة اليوم السبت بالحكم على مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي بالسجن المؤبد في القضية التي باتت تعرف إعلاميا ب"محاكمة القرن"، وعلى المتهمين فيها بالفساد وقتل المتظاهرين. كما قضت بانقضاء الدعوى الجنائية ضد مبارك ونجليه وصديقه حسين سالم في جنايتيْ استخدام الفساد بمضي المدة، وحكمت بالبراءة على ستة من مساعدي العادلي. آلاف المحتجين توافدوا على ميدان التحرير عقب الحكم على مبارك (الجزيرة) دعوة للتظاهر وفي أول رد فعل لها، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين نزول أفرادها إلى ميادين مصر وميدان التحرير بوسط العاصمة، للمشاركة في المظاهرات احتجاجا على الأحكام. وقال عضو مكتب الإرشاد في الجماعة والمتحدث الإعلامي باسمها محمود غزلان إن الإخوان المسلمين سيشاركون في المظاهرات مع كل طوائف الشعب المصري ضد الحكم الذي وصفه ب"الصادم" والذي صدر بحق قتلة "شهداء ثورة 25 يناير". ونقل الموقع الرسمي للجماعة على الإنترنت تصريحات غزلان الذي أكد "تضامن الجماعة الكامل مع أسر الشهداء". وتعهد مرشح الجماعة لانتخابات رئاسة الجمهورية محمد مرسي بإعادة محاكمة مبارك ورموز نظامه في حال فوزه بالانتخابات. كما وصفت حملة المرشح الرئاسي الخاسر حمدين صباحي الحكم بأنه "سياسي بالأساس"، وقالت إن الحكم "جاء في صيغة وسط وغير واضحة"، وطالبت كل المصريين بالاحتشاد في الميادين للمطالبة بالقصاص، وإعادة المحاكمة عن طريق محكمة ثورية. وأضافت -في بيان نشره موقعها على الإنترنت- أن الحكم "أدان وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي في قضية قتل المتظاهرين في الوقت الذي منح البراءة لستة من مساعديه، وكأن العادلي قد ارتكب جريمة القتل بمفرده، ولم تتم بمعاونة من مساعديه الذين يتلقون الأوامر منه مباشرة". حملة صباحي وصفت الحكم بأنه سياسي وطالبت بمحاكمة ثورية (الجزيرة-أرشيف) وقالت الحملة إن الأحكام أدخلت مصر بأكملها في حالة من الغضب ظهرت في خروج عفوي للجماهير إلى الميادين تطالب بأحكام رادعة "تحفظ حقوق الشهداء الذين منحوا الشعب المصري الحرية بدمائهم الطاهرة الذكية". احترام القضاء وفي المقابل، أكد الفريق أحمد شفيق المرشح لانتخابات الرئاسة أنه يحترم أحكام القضاء، وقال إنه في حال فوزه بالانتخابات سيكون منهجه هو احترام القانون وتعزيز استقلال القضاء. وأضاف شفيق -في بيان له اليوم السبت- أن "أي رئيس قادم للدولة لابد أن يمعن النظر ويعي الدرس التاريخي، وقد رأى أن رئيس الجمهورية السابق قد مثل أمام محكمة مصرية وينتظر حكم القانون عليه، وأن هذا يعني أنه لم يعد أي شخص في مصر فوق أي حساب ومساءلة". واعتبر شفيق -الذي شغل منصب آخر رئيس وزراء في عهد مبارك- أن "الأحكام تنفي أي ادعاء بأنه يمكن لأي مرشح لرئاسة الجمهورية أن يعيد إنتاج نظام حكم انتهى". اخبارية نت – الجزيرة نت