اتهمت السلطات اليمنية اليوم تنظيم القاعدة باغتيال مسؤول أمني كبير بمدينة المكلا في محافظة حضرموتجنوبي البلاد بعد تفجير سيارته مما أسفر عن مقتله واثنين من مرافقيه. يأتي ذلك في وقت وافقت جماعة أنصار الشريعة الموالية للقاعدة على إخلاء معقلها الرئيسي في عزان بمحافظة شبوةالجنوبية بعد نجاح وساطة قبيلة. وقالت مصادر أمنية يمنية إن أحمد الحرملي قائد شرطة منطقة روكب بمدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت قتل بانفجار عبوة ناسفة بسيارته لدى وصوله إلى مقر عمله، مما أسفر أيضا عن مصرع اثنين من مرافقيه في الحال وإصابة أربعة آخرين. وقال مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية إن "تنظيم القاعدة ينشط بكثافة في حضرموت، وعادة ينفذون عمليات مماثلة تستهدف ضباطا في الشرطة والمخابرات". يشار إلى أن مقتل المسؤول الأمني اليوم يأتي إثر سلسلة من الهزائم التي مني بها التنظيم خلال الأسبوع الماضي، والتي أدت إلى استعادة الجيش اليمني السيطرة على محافظتي أبينوشبوةبجنوب البلاد بعدما سيطر عليهما التنظيم لأكثر من عام. وكانت القاعدة استفادت من ضعف سيطرة الدولة والاحتجاجات ضد نظام الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح لفرض سيطرتها على مناطق واسعة من جنوب اليمن. إخلاء شبوة في غضون ذلك وافق تنظيم القاعدة على إخلاء معقله الرئيسي في محافظة شبوةبجنوب اليمن بعد نجاح وساطة قادها شيوخ قبليون، وفق ما أفاد مسؤول في الوساطة لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم. جنود يمنيون يحملون علم أنصار الشريعة بعد سيطرتهم على معاقل التنظيم قرب زنجبار (رويترز) وقال يلسم باجنوب، وهو مسؤول محلي، إن عناصر أنصار الشريعة وافقوا على الخروج من مدينة عزان بطريقة سلمية، وأشار إلى أن المقاتلين بدؤوا بالانسحاب أمس السبت وطلبوا مهلة ثلاثة أيام لإنجاز الانسحاب من المدينة. وعزان مدينة في محافظة شبوة الصحراوية الجنوبية، أعلن فيها التنظيم "إمارة" ويعتقد أن المئات من مقاتلي القاعدة الفارين من محافظة أبين المجاورة التي حررها الجيش، قد لجؤوا إليها. وأشار شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أن مركبات تقل المقاتلين مع أسلحتهم وأمتعتهم الشخصية شوهدت تخرج من عزان، وبعضها اتجه نحو محافظة مأرب شرق صنعاء وجبال الكور الواقعة بين شبوةوأبين، وبعضها الآخر اتجه نحو محافظة حضرموت شرقا. وكانت القوات اليمنية شنت حملة شاملة يوم 12 مايو/أيار الماضي بهدف استعادة بلدات ومدن أبين التي وقعت في أيدي القاعدة خلال العام الماضي، حيث استعاد الجيش اليمني الخميس سيطرته على شقرة وأصبح يسيطر على كل محافظة أبينالجنوبية تقريبا بعد استعادة زنجبار وجعار، أكبر مدينتين استولى عليهما أنصار الشريعة الموالية للقاعدة. ومنذ بدء الحملة العسكرية على معاقل القاعدة في جنوب اليمن قتل 567 شخصا طبقا لأرقام وكالة الصحافة الفرنسية المستمدة من مصادر مختلفة. ومن هؤلاء 429 من مقاتلي القاعدة و78 جنديا و29 مسلحا تابعين للجيش و34 مدنيا. في تطور آخر قتل مدني وأصيب آخر صباح الأحد خلال تبادل لإطلاق النار بين عناصر الشرطة ومسلحين ينتمون إلى الحراك الجنوبي الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن، وذلك في حي المنصورة بمدينة عدن، كبرى مدن الجنوب، حسبما أفاد شهود عيان ومصدر طبي لوكالة الصحافة الفرنسية. اخبارية نت – الجزيرة نت