أطلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الأسير الفلسطيني بلال ذياب بعد اعتقال إداري دام أكثر من 12 شهرا قضاها في سجون الاحتلال المختلفة، وكشف الأسير للجزيرة نت فور الإفراج عنه أن الأسرى يستعدون لخوض مرحلة جديدة من الإضراب "ولكن بشكل موسع وغير مسبوق" ردا على استمرار التجاهل الإسرائيلي لمطالبهم. وخرج أهالي قرية كفر راعي جنوب غرب مدينة جنين شمالي الضفة الغربية لاستقبال الأسير المحرر على حاجز الجلمة حيث أفرج عنه، وقال شقيقه همام إن الاحتلال أفرج عن أخيه قبيل عصر اليوم الخميس من سجن الجلمة بعد انتظار لعدة ساعات. ويعد الأسير المحرر ذياب (27 عاما) من أوائل قادة الأسرى الذين خاضوا إضرابا مفتوحا عن الطعام لتحقيق مطالبهم في مطلع العام الجاري، حيث خاض إضرابا امتد ل78 يوما ابتدأها أواخر فبراير/شباط الماضي. وقال ذياب إن الإفراج عنه يتزامن مع استمرار أربعة أسرى آخرين في الإضراب عن الطعام، وهم سامر البرق (79 يوما) وحسن الصفدي (50 يوما) وأيمن شراونة (39 يوما) وأسامة العيساوي (9 أيام). وأكد للجزيرة نت أنه ورغم صعوبة التواصل مع هؤلاء الأسرى بشكل مباشر غير أنهم كانوا يتبعون أمر قادة الإضراب باهتمام كبير، ووصف أوضاعهم الصحية بالمتدهورة جدا خاصة في ظل غياب العناية الصحية، مضيفا أن الأمر تطور إلى الاعتداء على بعضهم أثناء نقلهم لقاعات المحاكم. خطوات أقوى وأوضح الأسير المحرر أن الاحتلال لم يلتزم كثيرا بما أبرم معه من اتفاقات سواء عقب صفقة التبادل (وفاء الأحرار) أو فيما يعرف بصفقة شاليط، وحتى عقب الإضراب الذي خاضه الأسرى بشكل فردي وابتدأه ذياب مع الأسير المحرر خضر وأسرى آخرين، وكذلك الأمر بعد الإضراب الموسع الذي خاضه أكثر من 2000 أسير في منتصف أبريل/نيسان واستمر 25 يوما. وشدد ذياب على أن سلطات الاحتلال لم تكتف بالتنصل من هذه الاتفاقات فحسب، بل عمدت إلى سحب إنجازات سابقة للأسرى والاعتداء عليهم في غرفهم وانتهاك حقوقهم عبر سياسة التفتيش العاري والاقتحام الليلي وغير ذلك. ونتيجة لاستمرار إدارة مصلحة السجون والسلطات الإسرائيلية بتجاهل مطالبهم، قال ذياب إن الأسرى يخططون لاتخاذ خطوات أخرى على مراحل في الأسابيع القليلة القادمة، كما سيتابعون الإضراب الذي ستخوضه "نخب وقيادات من الأسرى بشكل موسع". ودعا الأسير المحرر قيادات العمل الوطني والفصائل لحشد أكبر جهد ممكن لدعم الأسرى ووقف الانتهاكات بحقهم، مبينا أن هذه مسؤولية الجميع وليس جهة على حساب أخرى. ويذكر أن الأسير عزام ذياب شقيق بلال والمعتقل في سجن عسقلان الإسرائيلي والمحكوم عليه بالسجن مدى الحياة قد أضرب تضامنا مع شقيقه في خطوة هي الأولى من نوعها، وتمكن الأسيران من تحقيق مطالبهما بالإفراج عن بلال فور انتهاء مدة حكمه دون تجديد اعتقاله مرة أخرى. محاكمة آخرين وبالتزامن مع الإفراج عن الأسير ذياب، عقدت محكمة الاحتلال في عوفر غرب مدينة رام الله وسط الضفة اليوم الخميس جلسة استئناف للنظر بقرار استمرار اعتقال الأسير المضرب عن الطعام حسن الصفدي رغم قرار سابق بالإفراج عنه أواخر يونيو/حزيران الماضي. وفي الوقت نفسه، أصيب عشرة فلسطينيين جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز والرصاص المطاطي نحو مئات المتظاهرين الفلسطينيين أمام سجن عوفر. وتجمع المحتجون، وبينهم وزراء وقيادات فصائلية ووطنية، أثناء محاكمة بعض الأسرى ومنهم عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية إبراهيم أبو حجلة للتنديد باستمرار اعتقالهم وطالبوا بالإفراج عنهم. اخبارية نت – الجزيرة نت