اختتمت جلسة الحوار الوطني اللبناني برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع دعوة الحكومة إلى فرض الأمن على كافة الأراضي اللبنانية، ومع تأكيد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على دعم سيادة لبنان واستقلاله تسيطر أجواء التوتر على البلاد بالرغم من إعلان عشيرة المقداد التي تحتجز رهائن سوريين وسعوديا وتركيا أنها لن تحتجز المزيد من الرهائن. وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية إن المتحاورين في هيئة الحوار الوطني دعوا في الاجتماع الحكومة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لفرض الأمن "بما يحفظ الاستقرار وشروط التنمية ومكانة لبنان الدولية"، وإنهم توافقوا على معالجة موضوع المخطوفين اللبنانيين للإفراج عنهم بالتعاون مع الدول المؤثرة. كما توافق المتحاورون على توفير بيئة مؤاتية لإنجاح زيارة بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر إلى لبنان في 14 سبتمبر/أيلول القادم. واضطر المتحاورون لتأجيل طرح التصور الخاص بالإستراتيجية الوطنية للدفاع بسبب غياب رئيس المجلس النيابي نبيه بري والنائب سليمان فرنجية ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وتم تحديد العشرين من سبتمبر/أيلول المقبل موعدا لجلسة جديدة. وفي سياق متصل، قال فابيوس الذي وصل بيروت اليوم إن سبب زيارته هو التعبير عن تضامن فرنسا مع لبنان دعما لاستقلاله وسيادته. وأضاف أنه سيبحث الملف السوري مع المسؤولين اللبنانيين وخصوصاً من الناحية الإنسانية للنازحين، داعيا إلى ضرورة الانتقال السياسي للسلطة في سوريا. وقف الخطف وفي الأثناء، قال ماهر المقداد -أمين سر رابطة آل المقداد-إن عشيرته أوقفت "كل العمليات العسكرية" على الأراضي اللبنانية بعد أن خطفت "عددا كافيا" من السوريين المرتبطين بالجيش السوري الحر من ممولين وفاعلين على الأرض، مؤكدا أنهم لن يحتجزوا المزيد من الرهائن. وكانت عشيرة المقداد قد أعلنت احتجازها ثلاثين سورياً قالت إنهم من الجيش السوري الحر -إلى جانب تركي وسعودي- بأكثر من منطقة في لبنان بينهم ضابطان برتبة نقيب وملازم، وذلك لمبادلتهم مع ابنها حسان المختطف قبل أيام في دمشق للاشتباه في انتمائه لحزب الله الداعم لنظام الرئيس بشار الأسد. ورفض آل المقداد الإفراج عن الرهينة التركي -الذي ظهر أمس في تسجيل بثته محطات لبنانية- بالرغم من مطالبة وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور خلال اجتماعه بعدد من أفراد العشيرة بالإفراج عنه، ومن المقرر أن يجتمع وزير الداخلية اللبناني مروان شربل مع أفراد من العشيرة للتباحث بالأمر. ومن جهتها، أعلنت وزارة الخارجية التركية عن بذل جهود مكثفة للإفراج عن مواطنها المحتجز، وذكرت أنه يدعى أيدين توفان تيكين. وكان تيكين قد وصل بيروت ليلة أمس في رحلة عمل قبل أن يختطفه مسلحو العشيرة بعد خروجه من المطار. تطور متسارع وقد عادت اليوم حركة الملاحة الجوية إلى طبيعتها بمطار بيروت الدولي بعدما أعيد فتح طريق المطار وسط انتشار عسكري كثيف، كما أعلنت شركة الطيران الفرنسية أنها ستعاود تسيير رحلتها لبيروت بعد تحويل مسار إحدى رحلاتها مساء أمس بسبب قطع طريق مطار بيروت بالاتجاهين. وكانت العشيرة قد هددت مساء أمس الأربعاء بخطف كل من يشتبه في انتمائه أو دعمه للجيش الحر، وقال حاتم المقداد شقيق المختطف إن كرة الثلج ستكبر، محذرا قطر والسعودية وتركيا ورعاياها في لبنان. ونتيجة لذلك، دعت كل من السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين رعاياها لمغادرة لبنان فورا، كما أمر الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز بإرسال طائرات إلى لبنان لترحيل جميع الرعايا السعوديين هناك، بينما ازدحم اليوم مطار بيروت بالرعايا الخليجيين الذين استجابوا لنداءات دولهم بضرورة المغادرة فورا. وكان الجيش السوري الحر قد عرض الثلاثاء تسجيلا مصورا يظهر فيه اللبناني حسان المقداد وهو يقول إنه ينتمي إلى حزب الله وإنه يحارب إلى جانب النظام السوري ضد المعارضة، لكن الحزب أصدر بيانا نفى فيه انتماء حسان إليه. ويذكر أن وزير الخارجية اللبناني قد نقل أمس عن نظيره التركي أحمد داود أوغلو أن اللبنانيين الأحد عشر المخطوفين في سوريا -منذ ثلاثة أشهر- جميعهم بخير، وذلك بعد ورود أنباء عن إصابة سبعة منهم وفقد أربعة آخرين في غارة جوية للجيش السوري على بلدة إعزاز القريبة من الحدود السورية التركية. وكان هؤلاء الرهائن قد اختفوا في 22 مايو/أيار الماضي شمال محافظة حلب عقب اجتيازهم الحدود التركية قادمين برا من زيارة مزارات شيعية في إيران، وأعلنت مجموعة "ثوار سوريا/ريف حلب" في 31 من الشهر نفسه مسؤوليتها عن اختطافهم، وطالبت الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بالاعتذار عن دعمه للنظام السوري مقابل الإفراج عنهم. اخبارية نت – الجزيرة نت