حثت منظمتا لجنة حماية الصحفيين ومراسلون بلا حدود أمس الجمعة السلطات السورية على الإفراج عن الصحفيين الأجانب الذين اعتقلوا أثناء تغطية الأزمة المشتعلة منذ حوالي 17 شهرا. ودعت مراسلون بلا حدود إلى إطلاق سراح كل الصحفيين السوريين المعتقلين. وأعربت مراسلون بلا حدود في بيان -وصل الجزيرة نت نسخة منه- عن قلقها الشديد بشأن مصير ثلاثة صحفيين أجانب، هم المصور الأميركي أوستن تايس (31 عاما) والمصور التركي جونيت أونال والصحفي الأردني بشار فهمي القدومي. وقالت المنظمتان إن الصحفي أوستن تايس (31 عاما) المولود في ولاية تكساس الأميركية أصبح في عداد المفقودين منذ 11 أغسطس/آب الماضي، ويعتقد أنه جرى اعتقاله منذ أوائل شهر أغسطس/آب بينما كان يغطي القتال في مدينة حلب السورية. ويعمل تايس مصورا صحفيا مستقلا لصالح صحيفة واشنطن بوست وصحيفة مكلاتشي وقناة الجزيرة التي تبث إرسالها بالإنجليزية. وصرح المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين جويل سيمون بأن "هناك مؤشرا قويا على أن الحكومة السورية تحتجز أوستن تايس"، وأضاف سيمون "ينبغي على دمشق أن تعترف بأسر تايس وأن تطلق سراحه فوراً" . وطالب جويل سيمون "كل الأطراف المتحاربة" في سوريا بأن تضمن سلامة الإعلاميين وتحترم وضعهم المعترف به دوليا كمدنيين. وأخبرت السفارة التشيكية في دمشق المنظمتين هذا الأسبوع أنه يعتقد أن تايس على قيد الحياة، ولكنه معتقل من قبل القوات الحكومية السورية على مشارف العاصمة دمشق، حيث القتال الدائر بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة. ودعت الولاياتالمتحدة أمس الجمعة السلطات السورية إلى تأكيد اعتقالها الصحفي الأميركي، كما أفادت صحيفة واشنطن بوست ومجموعة ماكلاتشي الصحافية الخميس الماضي أن أوستن تايس مفقود منذ أسبوعين في سوريا، وهو معتقل لدى قوات نظام الرئيس بشار الأسد. مفقدون ومن جهة أخرى، أكدت منظمة مراسلون بلا حدود أن المصور التركي جونيت أونال والصحفي الأردني بشار فهمي القدومي، اللذين يعملان لصالح قناة الحرة التلفزيونية الممولة أميركياً، أصبحا في عداد المفقودين منذ 20 أغسطس/آب. وقالت منظمة مراسلون بلا حدود إن محطة الإخبارية التلفزيونية السورية بثت الاثنين الماضي لقطات تظهر أونال وهو يدلي بتصريح كان من الواضح أنه تم تحت التهديد. وأضافت المنظمة أن أونال، الذي بدا متعباً وظهرت تحت عينيه رضوض، قال إنه وقبل أن تأسره القوات الحكومية في حلب "كان يتم اصطحابه من قبل أشخاص ذوي أصول أجنبية بمن فيهم سعوديون وشيشان وليبيون وقطريون وكانوا جميعاَ يحملون أسلحة". وبحسب المنظمة نفسها، فقد صرح ماجد القومي، شقيق الصحفي الأردني، لوكالة الأنباء الفرنسية في ال30 من الشهر المنصرم بأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أخبرت العائلة أن بشار فهمي القدومي اعتقل من طرف الجيش النظامي السوري. وبينما رفضت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تأكيد أو نفي الخبر، أكد الجيش السوري الحر -وفق مراسلون بلا حدود- من جهته أن الصحفي الأردني أصيب في كتفه لحظة اعتقاله. وتؤكد لجنة حماية الصحفيين أن حوالي 19 صحفيا قتلوا خلال تغطيتهم للأزمة السورية منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أحدهم قتل على الحدود اللبنانية، مما يجعل سوريا المنطقة الأخطر على الصحفيين. كما تؤكد المنظمة أن ما لا يقل عن 31 صحفياً ومواطناً صحفياً سوريًّا يقبعون في سجون النظام، مشيرة إلى توقيف الكاتب والممثل الشهير محمد عمر أوسو مع أفراد آخرين من أسرته في ال24 من الشهر الماضي. وفي ال23 من الشهر نفسه اعتقل السينمائي ومعدّ الأفلام الوثائقية عروة نيربية. كما أعربت المنظمة عن قلقها الشديد على مازن درويش وزملائه الآخرين في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، الذين تجري محاكمتهم من طرف السلطات السورية بتهم -تؤكد مراسلون بلا حدود- أنها ما زالت مجهولة حتى تاريخه تماماً كما هو الحال بالنسبة لمكان احتجازهم. اخبارية نت – الجزيرة نت