نفى السودان اتهامات جنوب السودان بأن القوات السودانية شنت هجوما جويا وبريا على قوات الجارة الجنوبية في منطقة حدودية، وذلك في توتر من شأنه أن يلقي بظلاله على القمة المقررة اليوم الجمعة بين رئيسي البلدين في إثيوبيا لاستكمال بحث القضايا العالقة بين الجانبين. ونفى وزير الإعلام السوداني والمتحدث باسم الحكومة أحمد بلال عثمان وقوع أي هجوم من قبل الجيش السوداني على أراضي دولة جنوب السودان، وقال إن ما جرى كان مناوشات بين الجيشين في منطقة تابعة لجمهورية السودان. وفي وقت سابق قال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أغوير إن سلاح الجو السوداني ألقى قنابل على منطقة راجا بولاية بحر الغزال الواقعة شمال غرب دولة الجنوب، وأضاف أن المنطقة الحدودية نفسها شهدت أيضا معارك بين جنود من البلدين. وأشار وزير الإعلام في جنوب السودان برنابا ماريال بنغامين إلى أن عددا من المدنيين أصيبوا في الهجوم الذي قال إنه وقع يوم الأربعاء. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أنه تعذر أيضا على بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان تأكيد الاتهامات الجنوبية. ويختلف البلدان بشأن النفط والحدود، وبينهما سلسلة نزاعات أخرى منذ انفصال الجنوب عن السودان عام 2011. البشير وسلفاكير وتأتي الاشتباكات قبل قمة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اليوم الجمعة بين رئيس السودان عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت تخصص لاستكمال بحث القضايا العالقة بين الجانبين، وتفعيل الاتفاقات الأمنية والاقتصادية التي وقعاها في سبتمبر/أيلول الماضي وما زالت حبرا على ورق. وسيكون هذا أول لقاء بينهما منذ توقيعهما تلك الاتفاقات. وكان علي عثمان محمد طه النائب الأول للرئيس البشير قد أكد رغبة بلاده القوية في إقامة سلام دائم مع دولة جنوب السودان. وقال في حوار مساء الأربعاء الماضي مع تلفزيون السودان إن الخرطوم "تملك رغبة قوية وصادقة وحقيقية في التوصل إلى سلام دائم وجوار آمن إيجابي مع دولة جنوب السودان"، موضحا أن السودان "ضحى بانفصال جزء عزيز منه هو جنوب السودان لتحقيق السلام". وشدد طه على أن أي حوار مع الحركة الشعبية-قطاع الشمال لا بد أن تسبقه الترتيبات الأمنية والعسكرية، وفك الارتباط بين الحركة والجيش الشعبي لدولة جنوب السودان، خاصة الفرقتين التاسعة والعاشرة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأضاف أن انسحاب قوات جنوب السودان المحتشدة على الحدود إشارة في الطريق الإيجابي، مؤكدا أن ذلك يبين صحة رؤى السودان التي قدمها من قبل بضرورة إنفاذ الترتيبات الأمنية أولا بين البلدين كأساس قوي لضمان تنفيذ بقية الاتفاقيات. يأتي ذلك بعدما أعلن رئيس جنوب السودان أن حكومته قررت سحب قواتها مؤقتا من المناطق الحدودية التي تقرر أن تكون منزوعة السلاح مع السودان. اخبارية نت – الجزيرة نت