وثيقة كمبالا تعمق الخلاف بالسودان وصف الرئيس السوداني عمر حسن البشير المعارضين الذين شاركوا في توقيع وثيقة "الفجر الجديد" مع حركات مسلحة السبت الماضي بالعاصمة الأوغندية كمبالا بهدف التنسيق لإسقاط النظام ب"الخونة"، وتوعدهم بالمساءلة، فيما رفضت المعارضة هذه التهديدات مؤكدة أنها لن تثنيها عن المضي قدما في ترتيب صفوفها. وكان تحالف أحزاب المعارضة قد وقع وثيقة "الفجر الجديد" مع تحالف الحركات المسلحة التي تسمى "الجبهة الثورية"، تنص على العمل على إسقاط نظام البشير الذي وصل إلى الحكم في السودان عام 1989 بانقلاب عسكري. وقال رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان السوداني محمد حسن الأمين "إن على الأحزاب أن تختار إما أن تواصل عملها المدني -والعمل المدني والتنافس على السلطة مفتوح والحريات متاحة- أو تختار أن تنضم للعمل العسكري، وبالتالي لكل ميدانه..". وأضاف "المعارضة تريد أن تفرض رأيها علينا دون أن يكون لها الثقل الجماهيري الذي يأتي بها إلى مواقع اتخاد القرار". توافق وطني وبدوره، شن حزب منبر السلام العادل هجوما على موقعي الاتفاق، لكنه انتقد الحكومة السودانية لعدم بسط الحريات أمام هذه الأحزاب مما جعلها تضطر للاستعانة بالخارج. وقال رئيس الحزب الطيب مصطفى إن "على الحكومة -وهي تسعى لحشد الأمة لصياغة دستور جديد- أن تعمل على تهيئة المناخ لقيم التوافق الوطني ليدفع القوى الوطنية جميعها للتوحد في مواجهة الأعداء، وذلك من خلال توسيع دائرة الحريات مع الاستجابة لبعض المطالب الأخرى مهما غلا ثمنها". وفي المقابل، رفضت أحزاب المعارضة تهديدات الحكومة معتبرة إياها مقدمة لتجاوزات مرتقبة اتجاه رموزها، واعتبرت اتفاق "الفجر الجديد" مجرد مسودة للحوار. وقال الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر إن "القوى السياسية منتشرة في كل أرجاء السودان، وتكتسب شرعيتها من وطنها وشعبها..، وإذا أغلق النظام علينا الأبواب وحاصرنا فسنخرج مجددا للشارع للمطالبة بإسقاط النظام". وكان الرئيس السوداني قد أكد في وقت سابق أنه سيحظر العمل السياسي على القوى السياسية التي تتعامل مع الحركات المسلحة، في إشارة إلى الأحزاب التي وقعت الاتفاق. وقال "لن نسمح لأي قوى سياسية تتعامل مع التمرد والخارجين عن القانون بممارسة العمل السياسي". إجراءات رادعة كما تعهدت الحكومة السودانية باتخاذ إجراءات رادعة ضد قوى المعارضة، ووصفت اتفاق "الفجر الجديد" ب"الفجر الكاذب". وقال نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني ونائبه لشؤون حزب المؤتمر الوطني الحاكم -أمام جمع من قوات الدفاع الشعبي (قوات حربية غير حكومية)- إن "المعارضة حفرت لنفسها قبرا باعتمادها تلك الوثيقة، لأنها تقوم على رفض مبادئ الشريعة الإسلامية"، معلنا أن العام الجديد "سيكون عام بدر الكبرى". يشار إلى أن تحالف المعارضة يتألف من "حزب الأمة" بزعامة الصادق المهدي الذي كان رئيس وزراء قبل انقلاب البشير، وحزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي، والحزب الشيوعي السوداني، وأحزاب يسارية أخرى. ومن جهتها، تضم "الجبهة الثورية" ثلاث حركات مسلحة في دارفور هي "العدل والمساواة" و"تحرير السودان" جناح عبد الواحد نور، و"تحرير السودان" جناح مني مناوي، إضافة إلى الحركة الشعبية/شمال السودان التي تقاتل الحكومة في جنوب كردفان والنيل الأزرق. اخبارية نت – الجزيرة نت