صباحي والبرادعي رفضا لقاءه يواجه وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال زيارته الأولى لمصر والتي تبدأ اليوم السبت، اتهامات من قبل المعارضة الليبرالية والعلمانية للولايات المتحدة بمساندة جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس المصري محمد مرسي، وسط انقسام سياسي حاد في البلاد. كيري، الذي سيلتقي الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، يلتقي أيضا عددا من رموز المعارضة أبرزهم الأمين العام السابق للجامعة العربية وأحد قيادات جبهة الإنقاذ المعارضة عمرو موسى. غير أن قياديين آخرين بارزين في الجبهة هما زعيم التيار الشعبي حمدين صباحي ورئيس حزب الدستور محمد البرادعي قالا إنهما لن يلتقيا بكيري. وقال صباحي في مقابلة تلفزيونية إنه والبرادعي يرفضان الضغوط الأميركية الرامية إلى إقناع المعارضة بإعادة النظر في قرار مقاطعة الانتخابات البرلمانية التي ستجرى على شهرين اعتبارا من 22 أبريل/نيسان المقبل. وبحسب وكالة أسوشيتد برس فإن واشنطن ضغطت خلال الأسبوع الماضي على جبهة الإنقاذ المعارضة، التي تعاني من الفوضى والانقسامات، للعدول عن قرارها بشأن مقاطعة الانتخابات البرلمانية. وأعربت واشنطن عن رغبتها في تشجيع بناء الديمقراطية في مصر، وطالبت جميع الأطراف في وسط الفوضى السياسية بالعمل على حل الخلافات القائمة بينهم، لكن المعارضة تقول إن المسؤولين الأميركيين أبدوا القليل من الانتقادات لما تسميها "الطرق غير الديمقراطية الإخوانية لفرض السلطة" التي يقولون إن أبرز سماتها الدفع بدستور مدعوم من الإسلاميين على الرغم من مقاطعة المعارضة لصياغته. وقالت جبهة الإنقاذ -التي تضم عدة أحزاب وشخصيات مدنية ويسارية- إنها قررت مقاطعة الانتخابات لعدم حصولها على ضمانات أساسية لنزاهتها، ولعدم تلبية مطالبها الرئيسية، ومن بينها تشكيل حكومة جديدة "لإنقاذ البلاد". وترى الجبهة أن الولاياتالمتحدة تدعم مرسي الذي تتهمه بخيانة مبادئ الثورة التي أطاحت بنظام حسني مبارك في مطلع 2011، وهمشت الليبراليين والمسيحيين منذ توليها السلطة. مصادمات وتأتي زيارة كيري عقب يوم من مصادمات دامية بين قوات الأمن ومتظاهرين مناوئين للرئيس محمد مرسي بمدينة المنصورة شمال القاهرة أسفرت عن مقتل متظاهر بعد إصابته بكسر في الجمجمة، كما أسفرت عن إصابة العشرات. وأمر النائب العام المستشار طلعت عبد الله بالتحقيق في هذه الاشتباكات. وقال شهود عيان إن مدرعة تابعة لقوات الأمن صدمت المتظاهر خلال الاشتباكات التي استمرت ساعات. ومن جهته، قال مصدر أمني إن ضابطين وأربعة مجندين وستة متظاهرين أصيبوا في الاشتباكات التي استخدمت فيها قوات الأمن قنابل الغاز المدمع والحجارة، في مواجهة زجاجات حارقة وحجارة ألقاها المتظاهرون. ومنذ خمسة أيام يحاول نشطاء فرض عصيان مدني على المدينة، في وقت تتصاعد فيه احتجاجات القوى المعارضة للرئيس محمد مرسي الذي انتخب في يونيو/حزيران الماضي. وشهدت الأسابيع الماضية مقتل العشرات وإصابة المئات في مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين في عدة مدن مصرية. مقارنة ظالمة في سياق متصل، أكد رئيس حزب الوسط أبو العلا ماضي أن فكرة إسقاط الرئيس محمد مرسي "فكرة ساذجة"، وأن مقارنة مرسي بالرئيس المخلوع حسني مبارك الذي ارتكب كثيرا من الجرائم هي مقارنة "ظالمة". وقال ماضي في تصريحات صحفية نشرت اليوم السبت إن "تفكير بعض السياسيين في إسقاط الرئيس ومقارنته بمبارك هو فكر ساذج، فالثورة صنعت حرية وانتخابات ديمقراطية نزيهة أسفرت عن وضع قانوني"، معتبرا أن فوز مرسي بنسبة 52% دلالة على الديمقراطية. وأضاف أن أجزاء كبيرة من مؤسسات النظام تعمل ضد الرئيس، مؤكدا أن رجال النظام القديم في كل أجهزة الدولة لا يزالون يراهنون على عودة النظام. اخبارية نت – الجزيرة نت